+A
A-

أ. د. حمزة يدعو الجامعات إلى توفير متطلبات الثورة الصناعية الرابعة

دعا رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة، الاعتماد على الجامعات التي تنتج وتصنع وتحلّ مشكلات العصر بالبحث العلمي والابتكار، وتوفر متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، إذا ما أرادت الأمم السير على طريق المستقبل.

جاء ذلك خلال ورقة قدمها رئيس جامعة البحرين ضمن أعمال الموسم الأربعين من منتدى أصيلة الثقافي الدولي الذي أقيم في مدينة أصيلة في المملكة المغربية مؤخرا.

وجاءت مشاركة رئيس جامعة البحرين  بدعوة رسمية من الوزير محمد بن عيسى، رئيس منتدى أصيلة الدولي للحديث عن الوضع العربي الراهن  ضمن جلسة بعنوان "الممكنات والآفاق ومصاعب العبور من المأزق إلى الانفراج".

وقد قدّم أ.د. حمزة ورقة تحدث فيها عن دور التعليم بشكل عام والتعليم العالي والمهني والبحث العلمي، كأحد أهم معابر الجسور إلى المستقبل نحو الانفراج حيث المعرفة والقيم الإنسانية والمواطنة الصالحة، مؤكداً فيها على ضرورة دخول المستقبل بجامعات المستقبل، أي الجامعات التي تنتج وتصنع وتحل مشكلات العصر بالبحث العلمي والابتكار، وتوفر متطلبات الثورة الصناعية الرابعة من عقول شابة مبتكرة رائدة للأعمال ومحركة لعجلة التنمية الشاملة المستدامة.

وأشار في ورقته إلى أن عجلة المعرفة باتت تسير بسرعة غير مسبوقة، سواء في أشكالها أو تطبيقاتها، الأمر الذي أدى إلى ظهور الذكاء الاصطناعي، والطابعات رباعية الأبعاد، والروبوتات، والتعلم الرقمي، والطائرات بلا طيارين، والسيارات بلا سائقين، مؤكداً أن مواكبة هذه الثورة ستجعل من الشباب العربي منتجاً وفاعلاً.

وقال: "لقد أدى عصر التكنولوجيا السريعة، والبيانات الشاملة، إلى خلق وظائف ومؤهلات جديدة في حين أن هذا العصر نفسه قد جعل بعض الوظائف الأخرى من قبيل الماضي الغابر".

وضمن فرص العبور إلى المستقبل أوضح  أ.د. حمزة في ورقته أنه يتوجب على الجامعات أن تنتقل إلى نهج متعدد التخصصات، أو حتى نهج قائم عن طريق اشتراك عدة تخصصات لتكوين تخصص جديد، وذلك للسماح للطلاب لاستكشاف الإبداع وأنماط التعلم الرقمية التي تمثل العصر الرقمي أو الثورة الصناعية الرابعة.

وأكد أن نظام التعليم القائم على الركائز الرباعية وهي: العلوم والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، هو أمر حيوي، إلى جانب الإبداع أو الفن ، وهو ما يحفز الانصهار بين العلوم والتكنولوجيا مع الإبداع والتفكير الحرّ، دون الغفلة عن دور التعليم في ترسيخ ثوابت المواطنة الصالحة، وبثّ ثقافة التعددية، وقبول الآخر، وإشاعة قيم التسامح والإنسانية، ونبذ بذور الفرقة والتشرذم.

ورأى أ.د. حمزة وجوب أن تتطلع الجامعات بدور نشط في إعادة تدريب الشباب، فالتعليم المستمر والتعلم مدى الحياة يعتبران فرصة حقيقية للجامعات لمساعدة المجتمع على خلق فرص عمل ووظائف جديدة .وأن تعمل بشكل وثيق مع قطاع الصناعة وأصحاب العمل لفهم أنماط العمل المتغيرة، وذلك من أجل تطوير المناهج الديناميكية ذات الصلة بشكل مشترك ولفهم المهارات اللازمة ليس فقط للحاضر ولكن للمستقبل أيضا.

وفي ختام ورقته، دعا رئيس جامعة البحرين المشاركين في منتدى أصيلة إلى الاستفادة من  دراسة تجربة مملكة البحرين في التربية والتعليم، والتعليم العالي لا سيما وأن البحرين تحتفل العام القادم بمرور مائة سنة على التعليم النظامي فيها.  مبيناً مدى تقدم مملكة البحرين في مؤشرات التعليم التي تصدرها المؤسسات العالمية والإقليمية سواء في محو الأمية، وإلزامية التعليم، والتقدم في الامتحانات الخاصة بالعلوم والرياضيات، ووضع بنى تحتية لمدراس متطورة، والتعليم الرقمي، وبعثات دراسية محلية وخارجية، وتعليم جامعي، وترسيخ قيم المواطنة والتعددية وقبول الآخر.