كنت أستغرب كغيري عندما أقرأ بعض تغريدات الرئيس الأميركي ترامب الذي يدير من خلالها بعض مسائل الحكم، ولكن زال تعجبي عندما عرفت أن وسائل التواصل هذه أصبحت من طريقة لإيصال طلبات المواطن للمسؤولين لإيجاد حلول لمشكلاته، فلم يعد خافياً على أحد تنامي هذه الظاهرة في الفترة الأخيرة، ولعل هذا الأمر يجرنا إلى القول إن من فوائدها تقليص عدد المستشارين الذين تعج بهم مؤسسات الدولة، ويحملونها عبئاً مالياً كبيراً في هذه المرحلة التي نعاني فيها من شح الموارد والأزمة الاقتصادية، وقبل كل هذا التجاوزات المالية المستشرية في كل مكان، فأي خير يرتجى من كل هؤلاء إن كانوا عاجزين عن الوقوف على مواطن النقص والخلل في البلاد، حتى يكون المواطن البسيط ومن خلال برنامج قصير ينبه كل هؤلاء لمواطن الخلل.

أولياء أمورنا، لن يتوانوا عن تصحيح الأخطاء إن وقفوا عليها أو بلغتهم، ورأينا ذلك في مواطن عديدة، ولعل آخرها مسألة التقاعد ونقص الأدوية، وبعض المظاهر غير الأخلاقية، وخير شاهد على ما نقول توجيه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بشأن اعتماد 15 مليون دينار للشراء المباشر والفوري لـ 650 نوعاً من الأدوية بصفة مستعجلة، مما يعكس حرص سموه على ضرورة المحافظة على توفير كل الخدمات الصحية للمواطنين وضمان وصولها بالشكل المناسب بما يلبي احتياجات المواطنين في هذا الجانب.

للأسف وصلنا إلى مرحلة نرى فيها انتفاء دور المسؤولين والاكتفاء بوسائل التواصل الاجتماعي للوصول لأولياء أمورنا لتُحل مشاكلنا كما هو حاصل الآن!

نأمل أن نرى المزيد من الاهتمام والمسؤولية لتلبية رغبات المواطن ووضع الحلول لهمومه وقضاياه العالقة في جميع المجالات وخصوصا في مجال الصحة والخدمات العلاجية، فلا تهاون في ما يمس صحة الناس وسلامتهم.