العدد 3589
الأحد 12 أغسطس 2018
banner
حي على الفلاح
الأحد 12 أغسطس 2018

شيع المئات جثمان إمام المسجد الذي قضى على يد المؤذن في جريمة هزت البحرين الأسبوع الماضي، تاركة وراءها عددا كبيرا من التكهنات حول مصير القاتل وعائلة الضحية والوضع العام لتلك المهن التي تقل فيها نسبة البحرنة بشكل واضح.

إن مهنة المؤذن - واعذروني أن أطلق عليها لقب مهنة كونها تشريفا عظيما لأي مسلم - من أرقى المهن وإن كانت ذات عائد مادي منخفض، ولها من المكانة أن كرم بها رسول الله الصحابي الجليل بلال بن رباح في مضرب رائع يدل على وحدة صف المسلمين دون فروقات عرقية أو طبقية، حيث أطلق حينها على بلال (داعي السماء) في سمو واضح وتفضيل له عن البقية باعتلائه المآذن والنداء للصلاة.

ورغم ذلك أجد فراغا كبيرا ولا أدري من الملام فيه، لم يُملأ من قبل أبناء الوطن أصحاب الحق على الأقل في الحصول على مثل ذلك التشريف، حيث صرح لي أحدهم بأن كلفة استحضار مؤذن من خارج البلاد أقل بكثير من تعيين بحريني كمؤذن، فالأجنبي وخصوصا من دول الشرق في آسيا يقبل براتب ضئيل لا يتجاوز 100 دينار، فيما راتب البحريني قرابة الـ 400 دينار.

ورغم تلك العملية الحسابية التي بدت كنوع من التبرير، هناك عدد لا بأس به من المتقاعدين الذين يتمنون أن يحظوا بمثل تلك الفرصة الشرفية في رفع النداء للصلوات الخمس، خصوصا أن كثيرا منهم بعد التقاعد لا ينظر إلى المردود المادي من وراء تلك المهنة، إنما ينظر بعين التقرب إلى المولى عز وجل وكثير من الخير والحسنات.

ولنفرض - فرضا غير واقعي - أن إدارة الأوقاف لم تحصل على عدد مناسب من المتقدمين المتقاعدين ممن يرضون بالقليل ويرجون الأجر والثواب، وأنها مضطرة إلى استقدام من يعمل مؤذنا، أليس واجبا أن يتم الكشف السليم عن حسن سير وسلوك المستقدم من قبل الإدارة وبالتعاون مع سفارات بلادهم، وحتى أكون منصفة ويكون طرحي شموليا، كانت الإدارة قد أعلنت منذ قرابة ثلاثة شهور أو أكثر أو هكذا وصلني، أي قبل الجريمة، عن فتح الباب للتقدم لشغل وظيفة مؤذن للبحرينيين، فإلى أين وصلت الإجراءات؟ وكم عدد المتقدمين؟ وهل بالفعل تم قبول بعضهم؟ سيتعين على إدارة الأوقاف مراجعة الكثير من حساباتها بعد هذه الجريمة النكراء التي اقشعرت لها الأبدان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .