العدد 3589
الأحد 12 أغسطس 2018
banner
وطني الكويت
الأحد 12 أغسطس 2018

دائمًا ما يثير خليفة بن سلمان شجوننا، عندما يتكلم عن وحدة الأمة، أو حين يشير إلى كرامة الأوطان وتماسكها. قبل أيام التقى سموه وفدًا حكوميًّا وإعلاميًّا كويتيًّا، تحدث معه عن كيفية بناء الثقة بين فئات الشعب الواحد، عن خطورة الانقسام، ورعونة الاحتدام، وفوضى التعاطي مع التحديات.

لقد أكد سموه مرارًا وتكرارًا أن المكاسب التي حققها قادة دول مجلس التعاون الخليجي لشعوبهم، والأمن والأمان الذي بذلوا من أجله الغالي والنفيس، يحتاج لإرادة واعية، لدعم مكتسباته، وتطوير مرجعياته، وتصويب مساراته، وتهذيب روافده، إنه السلوك القويم في زمن تهجم فيه المغالطات على ثوابت الأمة، هو المشروع الدخيل على استقرارها وقناعاتها، هو المنعطف العنيد الرافض للسلام معنا، والوئام مع مقدساتنا، هو مخطط انكشفت ألاعيبه، وفضحت أسانيده، وخارت قواه.

لذا، فهو يحاول في الأمتار الأخيرة من مخطط تقسيم المقسم أن ينال من عزيمة الأمة، من إرادتها الصابرة وإصرارها العظيم، أن يضرب قواها القائمة على الوحدة واللحمة والتفهم العميق لقضايا الإنسانية والإنسان.

دائمًا هي الكويت ودائمًا هي وطني الذي سلمت للمجد، ودائمًا هو خليفة بن سلمان عندما يجتمع بنفحات الوطن الشقيق، في اجتماع عابر، أو زيارة خاطفة، أو عند إجراء حوار صحافي مع سموه.

إنها الذكريات التي أحبها، والأخلاق الحميدة التي تعلمتها من البحرين في طلة حياتي الأولى، ومن الكويت عندما ذهبت إليها من أجل الدراسة الجامعية في ستينات القرن الماضي.

دائمًا هي الكويت، ودائمًا هو خليفة بن سلمان “العروبي الواثق” من قدرة أمته، الفاهم لطبيعة الدنيا الجديدة عندما يؤكد أن الدفاع عن أوطاننا، والذود عن مقدراتنا لن يتحقق إلا بأيدي أبنائنا.

هنا يتجلى القائد في أبهى لوحة وطنية، وهنا ينتفض الاعتبار السامي من بين عباراته الخالدة، و.. هنا نتعلم من الدرس الذي لم تنته سجالاته، أفيقوا يا أمة العرب والإسلام، فالعدو الذي يتربص، والكيانات التي تتقسم، والأمم التي تتهاوى، كانت دائمًا على المحك وبفعل فاعل، وكانت دائمًا ومع سبق إصرار وترصد رهينة في أيدي الأعداء ولقمة سائغة في أفواه الطامعين.

إن تحذيرات خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه تأتي دائمًا سابقة لزمانها ومكانها وأوانها، وتأتي بكل تأكيد عندما يلتقي سموه برجالات الكويت الذين رضعوا حليب العروبة منذ نعومة أظافرهم، وحتى قبل المهد من أيامهم. هي الكويت سلمتي للمجد، وطني الثاني الجميل، وهي البحرين وطني الخالد الأصيل، وهو خليفة بن سلمان قائد المواقف الصعبة وصانع المعجزات المستحيلة، عربي فوق العادة متوج بالإنجازات، والضمانات والتوجيهات السديدة على مر الزمان، وأي زمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .