+A
A-

كسر "الدائرة المحيطة".. كلمة السر بتغييرات الجيش في الجزائر

تصدرت قضية تهريب المخدرات مشهد إقالة اثنين من كبار قادة الجيش الجزائري، لكن خبراء يرون شيئا آخر في خلفية المشهد يتعلق بالنفوذ المتزايد للدائرة المحيطة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي لا يزال موقفه من الترشح لولاية خامسة غامضا في انتظار حسم سياسي في أوساط السلطة.

وأعلن بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية إقالة قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء لحبيب شنتوف، وقائد الناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي.

وتأتي إقالة الجنرالين بعد شهرين من إقالة المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل، الذي تبعه إقالة اللواء مناد نوبة القائد العام للدرك الوطني.

وقالت وسائل إعلام محلية إن الكشف عن عملية تهريب كمية ضخمة من الكوكايين في ميناء وهران قبل شهر، كانت السبب الرئيسي للإقالات المتتالية، لكن مراقبين يرون أن الأمر لا يمكن فصله عن صراع على السلطة يجري في الكواليس، هو الدافع الرئيسي للتغييرات العسكرية والأمنية المهمة.

أنصار العهدة الخامسة

ويرى المحلل السياسي عبد العالي الرزاقي أن البعض ينظر للواءين باي وشنتوف على أنهما داعمين للدائرة المحيطة للرئيس بوتفليقة، التي تدفع باتجاه العهدة الخامسة له حتى يستمر نفوذهم على السلطة خلف الرجل المريض.

وتأتي الإقالة "لكسر تبعية الجيش للدائرة المحيطة بالرئيس وبالتالي إبعاده عن الانخراط في السياسة"، بحسب حديث الرزاقي لـ"سكاي نيوز عربية".

ويقول الخبير السياسي إن هناك "كوادر عسكرية تمارس السياسة لصالح بعض المسؤولين المحيطين بالرئيس".

وتطالب الأحزاب التي توصف بالموالاة، وعلى رأسها حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، بأن يترشح بوتفليقة الذي يعاني من صحة متدهورة لولاية خامسة، بدافع "الحفاظ على الاستقرار السياسي"، فيما تطالب المعارضة بعدم ترشح الرئيس في الانتخابات المقبلة.

وفي بلد مثل الجزائر، فإن أي قرار يتعلق بمؤسسات حساسة مثل الجيش، له علاقة مباشرة بالسياسة، خاصة قبل عام من استحقاق الانتخابات الرئاسية.

التورط بالسياسة

وبحسب المحلل السياسي فيصل مطاوي، فإن تغيير الجنرالين اللذين شاركا في الحرب ضد الإرهاب في التسعينيات ويملكان قرارا قويا داخل الجيش، يعزز من سلطة قائد الأركان أحمد قايد صالح الذي لا يرغب في تورط الجيش لصالح بعض الأطراف السياسية.

ويقول مطاوي لـ"سكاي نيوز عربية": "قائد الجيش يريد أن يحكم قبضته على المؤسسة العسكرية لتعزيز التوجه بعدم إقحام الجيش في المشهد السياسي".

وكان الجنرال صالح قد رفض بشدة مطالب من بعض الأطراف السياسية المعارضة بأن يشرف الجيش على مرحلة انتقالية حتى يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد، على خلفية الوضع الصحي الحرج للرئيس.

لكن الغموض لا يزال يلف موقف بوتفليقة، وهو ما يبقي الباب مفتوحا على كافة الاحتمالات.

ولذلك، فإن تغيير القيادات العسكرية النافذة التي لها ارتباطات سياسية قد يأتي ضمن ترتيب البيت السياسي، استعدادا لأي متغير قد يحدث على صعيد الحكم في الجزائر، بحسب مطاوي.

وأعيد انتخاب بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 19 سنة، لولاية رابعة في 2014، بعد عام على إصابته بجلطة دماغية دخل إثرها مستشفى "فال دوغراس" بباريس حيث قضى أكثر من شهرين.