+A
A-

مطالبات بالتحقيق في تهديد المتشددين لروحاني بالتصفية

طالبت "جمعية مدرسي الحوزة الدينية" في مدينة قُم الإيرانية بفتح تحقيق حول تهديدات بتصفية الرئيس الإيراني حسن روحاني، وجهتها مجموعة من رجال الدين المتشددين في مدرسة "فيضية" الدينية يوم الخميس الماضي.

واعتبرت الجمعية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "ارنا" الاثنين، أن هذه التحركات أضرت بسمعة مدرسة "فيضية" وأنها تندرج ضمن "الشعارات المنحرفة" عن مسار الثورة.

مصير رفسنجاني

وكان رجال دين قد رفعوا لافتات تهدد الرئيس حسن روحاني بملاقاة مصير مشابه لسلفه "أكبر هاشمي رفسنجاني" الذي مات في ظروف غامضة، وذلك إذا ما عاد للتفاوض مع الولايات المتحدة.

وتوفي الرئيس السابق رفسنجاني في 8 كانون الثاني/يناير 2017، عن عمر ناهز 82 عاما إثر نوبة قلبية، وفق إعلان الحكومة الإيرانية. إلا أن تقارير أفادت بأنه مات خنقا في مسبح يعود لأرملة الشاه الراحل فرح بهلوي، بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي وبتنفيذ استخبارات الحرس الثوري، بحسب ما أكده سياسيون وصحفيون ومنشقون مقربون من رفسنجاني.

وأدى تهديد روحاني إلى إثارة الجدل واشتداد صراع الأجنحة في إيران، حيث وصف البعض الأمر بأنه "كارثة" للمؤسسة الدينية ولمدرسة "فيضية" التي تضم آلاف من رجال الدين المؤثرين والمتنفذين في السلطة، وطالبوا بالتحقيق بالأمر.

وجاء في لافتة حملها مجموعة من رجال الدين خلال اجتماع في المدرسة في 16 أغسطس/آب الجاري، عبارة "من كان شعاره المفاوضات.. مسبح فرح بانتظاره" ويُقصد بها أن من يريد إجراء المفاوضات مع أميركا سيواجه مصير رفسنجاني الذي كان حليف روحاني قبل رحيله.

وأفادت التقارير بأن قائداً من الحرس الثوري كان من بين المتحدثين في هذا الاجتماع الذي كان محوره الاستياء الشعبي من المشاكل الاقتصادية والتي يحمّل المتشددون روحاني مسؤوليتها. وناقش الاجتماع انهيار العملة الإيرانية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى.

وكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أعلن الأسبوع الماضي عن رفضه إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، في حين أشار أيضا إلى أنه ارتكب خطأ بالسماح لحكومة روحاني بالتفاوض مع واشنطن حول الاتفاق النووي في السابق.

كما قال خامنئي، الذي له الكلمة الأخيرة في الشؤون الدينية والسياسية في إيران، إن سوء الإدارة يضر بالاقتصاد الإيراني أكثر من العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها في وقت سابق من هذا الشهر عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو/أيار الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي.

من جهته، طالب نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري وزارة الأمن والاستخبارات بالتحقيق في قضية تهديد روحاني، وقال إن "في الواقع هذا الشعار يعني: أيها الرئيس سوف نتخلص منك كما فعلنا مع هاشمي رفسنجاني". وأضاف أن التحقيق يمكن أن يقدم أدلة على مقتل رفسنجاني، الذي وصفه بأنه "ما زال لغزاً".

واعتبر مطهري أن اللافتات والشعارات التي رُفعت في احتجاج 16 أغسطس/آب أظهرت أن شريحة ممن حضروا مدرسة قم الدينية تواجه "انحطاطاً اجتماعياً وسياسياً".

"كارثة" على مدرسة قم

وكان رجل الدين البارز المتشدد ناصر آية الله مكارم الشيرازي اعتبر أن ما حدث "كارثة تامة" على مدرسة قم الدينية، مذكّراً بأن العديد من القادة الإيرانيين بمن فيهم المرشد الأول للنظام روح الله الخميني تلقوا تعليمهم فيها.

وقال شيرازي في بيان صدر الاثنين ونشرته وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" شبه الرسمية إن المسؤولين عن المدرسة يجب أن يوضحوا من سمح بهذا الاجتماع، مضيفاً أن قادة الحرس الثوري الإيراني يجب أن يشرحوا أيضاً ما إذا كانوا قد سمحوا لأعضائهم بحضور التجمع.

أما أحمد منتظري، رجل الدين المؤيد للإصلاحيين ونجل الراحل آية الله حسين علي منتظري الذي كانت خليفة الخميني وقد عزله بسبب مخالفته لسياسات المرشد المتشددة آنذاك، فاعتبر في تصريحات لراديو "فردا" الناطق بالفارسية الذي يبث من براغ، أن العسكر والأجهزة الأمنية متورطون في الحادث رغم أنه لم يقدم أدلة محددة.

وقال منتظري: "هناك بعض الجماعات التي تعتقد أنها تملك البلاد، فهم يشعرون أنهم يمثلون الإسلام، وهم في الهيئات العسكرية وكذلك الأجهزة الأمنية، ويمكنهم أن يفعلوا ما يريدون.. يمكنهم حتى رفع لافتات في مدرسة دينية والتهديد بالقتل". وتابع منتظري في مقابلة عبر الهاتف من قم: "الرئيس المنتخب هُدد بالقتل".

ووسط هذا الجدل، قال النائب السابق حميد رسائي، وهو من منتقدي روحاني والمفاوضات النووية، إن اللافتة التي رفعت لا تشكل تهديدا للرئيس الإيراني. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رسائي قوله: "هذا يعني أن من يتفاءل بشأن المحادثات مع الشيطان الأكبر سيموت في حالة استنكار".

وأضاف: "تحاول وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة تضخيم القضية وتشتيت انتباه الرأي العام عن المشاكل الأخرى، مثل الارتفاع الشديد في الأسعار والضغط الاقتصادي".