العدد 3617
الأحد 09 سبتمبر 2018
banner
فوائد السفر
الأحد 09 سبتمبر 2018

اعتدت إلقاء الضوء على بعض الأمور التي تصادفني خلال قضاء إجازتي السنوية مع الأهل، كما اعتدت أن أُردّد دائماً أن في السفر عشرين فائدة لا سبع فوائد فقط، وأنا اليوم أعيد من جديد تأكيد هذه المقولة حيث تمر على الشخص الكثير من المواقف التي قد يصادفها للمرة الأولى في حياته.

ونظراً لوجود أبنائي في الولايات المتحدة الأميركية لتلقي تعليمهم العالي، والذي كان بالمناسبة خيارنا الأوحد، اضطررت للمكوث معهم هناك فترة شهر كامل، فبُعد المسافة ومشقّة السفر الطويل حتّمت علي البقاء كُل هذه المدّة الطويلة نسبياً، سألت نفسي وأنا أكتب هذا المقال، ما الذي تعلمته من هذه الرحلة؟ وهل من جديد؟ والجواب بالطبع هو بالإيجاب، نعم تعلمت الكثير وأدركت أن للسفر فوائد جمّة لا يمكن حصرها، إلا أنها بكل تأكيد فوائد تعود بالنفع والفائدة على العائلة من حيث لمّ الشمل وهذا بحد ذاته إنجاز شديد الأهميّة، خصوصا في وقت تتراكم فيه مشاغل الحياة، وهذا بالطبع إلى جانب الفوائد الأخرى المتمثلّة في الاطلاع والتعرّف على الثقافات والتقاليد الأخرى وهذا بحد ذاته مكسب آخر.

خلال رحلتي مع الأهل، قررنا الذهاب عن طريق إحدى البواخر السياحية الضخمة في رحلة مدتها أسبوع نتنقل فيها إلى ثلاث دول مختلفة في البحر الكاريبي، وكانت جمهورية هايتي إحدى المحطات، وكما هو معروف هذه الدولة تُعتبر واحدة من أكثر دول هذه المنطقة فقراً وتصل نسبة البطالة فيها إلى نحو 92 %، ونظرًا لإمكانياتها المتواضعة جدا، عرضت حكومتها على مالكي هذه الباخرة السياحية تأجير جزء من الجزيرة التي ترسو فيها الباخرة لمدة زمنية طويلة الأمد نسبياً، وراقت الفكرة لملاّك الباخرة الذين قاموا بدورهم بتوقيع عقد طويل الأمد للاستفادة من الإمكانيات التي تتيحها هذه الجزيرة الجميلة، وعمل برنامج متكامل لركاب الباخرة الذين تصل أعدادهم إلى أكثر من 6000 مسافر.

لقد شهدت مدى انتعاش الجزيرة، حيث تم بناء العديد من المرافق الحديثة فيها، إضافة إلى الاستفادّة الكبيرة التي حققها مواطنو هايتي بتسويق منتجاتهم على السيّاح القادمين، وهنا راودتني فكرة، وأنا على يقين بأن حكومتنا الرشيدة لم تفتها هذه الفكرة إطلاقاً، ولكن لا أعلم سبب عدم تطبيقها حتى اليوم، حيث ستسهم في دعم الاقتصاد الوطني وضمان تنويع مصادر الدخل. تحظى مملكة البحرين بجزر متعددّة وجميلة وواعدة في حال تمّ إيلاؤها الاهتمام واستغلالها، ويُمكن للحكومة هنا اللجوء للمستثمرين من الداخل والخارج، فأنا على يقين بأن ذلك أمر ممكن التحقيق وأن الفكرة ستجد قبولاً منقطع النظير.

الحكومة لن تستطيع العمل بمفردها في تلك المشاريع الضخمة، وجُزر حوار مثال حيّ على ذلك، حيث رأينا العديد من المبادرات لاستغلال جزر حوار سياحياً، ولكن مع الأسف لم تَر تلك الأفكار النور بعد، وكمواطن محب لوطنه، ويتمنى له الخير، أطرح هذا الاقتراح، والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية