العدد 3619
الثلاثاء 11 سبتمبر 2018
banner
الاعتداء على الشيخ التوبلاني انتهاك إيراني صارخ
الثلاثاء 11 سبتمبر 2018

أثار اعتداء النظام الإيراني على فضيلة الشيخ محمد ملا أحمد حسن علي التوبلاني عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، واعتقاله أثناء وجوده في مدينة مشهد الإيرانية غضب مملكة البحرين قيادةً وحكومةً وشعبًا ومؤسسات، وهو انتهاك صارخ بحق البحرين وشعبها وبحق فضيلة الشيخ، وكان على الحكومة الإيرانية أن تُؤَمِنَ الرعاية والسلامة لكل من يصل إلى أراضيها زائرًا أو سائحًا لا أن تُعرض سلامته للخطر وإنسانيته للانتهاك، فسلامة فضيلة الشيخ في الأراضي الإيرانية وغيره من الأشخاص مسؤولية الحكومة الإيرانية التي لا تنتهج السلوك الإنساني في معاملة الزائرين إليها، ولا تحترم مكانتهم البشرية، ومنهم رجال الدين الذين تكن لهم البحرين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم المكانة الدينية الرفيعة والعِلمية والمجتمعية الكبيرة لما يتمتع به هؤلاء من دور وطني ملموس وديني مُميز في خدمة الدين والبلاد والعباد.

لم يكن الشيخ محمد التوبلاني الأول ولن يكون الأخير، فقد سار النظام الإيراني على هذا النهج منذُ أكثر من أربعة عقود، فالكثير من رجال الدين الشيعة والسنة في إيران مُعتقلون إما في السجون أو في بيوتهم، بسبب ما يتمتع به هؤلاء من مكانة دينية حقيقية وحضور مجتمعي، إن هؤلاء المعتقلين لا تتوافق رؤاهم ومواقفهم واتجاهاتهم السياسية مع مبدأ ولاية الفقيه وأجندته، لهذا فإن سلطة النظام الإيراني تُضيق الخِناق على كل رجل دين لا يُوالي السلطة الإيرانية ولا يَخدم مشاريعها التوسعية والإرهابية فيتعرض للتساؤل والاعتقال والمنع من ممارسة الحياة وفقًا لآرائه ومذهبه الديني.

إن اعتقال الشيخ التوبلاني يتنافى مع الشريعة الإسلامية، ولا يتوافق مع قوانين وتشريعات حقوق الإنسان، وضد حريات الإنسان الشخصية والعقائدية التي أكدت عليها مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية وقبلها ما جاء في القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. لقد أساء النظام الإيراني منذ أن سرق ثورة الشعوب الإيرانية، واستخدم سلطاته أداة لتصفية الحسابات مع كل من عارضه ورفض منهجه.

الشيخ محمد التوبلاني من رجالات الدين المتميزين، رجل دين مُعتدل، وهو مشهور في منطقته توبلي وفي كل أرجاء البحرين بأنه شخص يرفض الفتنة والعُنف والتطرف، إنه مُنفتح على كل الأديان والمذاهب والثقافات الأخرى، واعتقاله جاء لأنه شيخ عربي مُتمسك بعروبته وجلال دينه المُنزل على النبي العربي محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكن يومًا أداةً من أدواته التوسعية والإرهابية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية