+A
A-

خطة لإدلب قد تشعل توتراً جديداً في "عفرين"

تأكدت الأنباء التي كانت سرت نهاية الشهر الماضي، عن قيام إيران بتحريك بعض ميليشياتها التابعة لها في سوريا، نحو الحدود الإدارية لمحافظة إدلب. وقالت صحيفة "الحياة"، الثلاثاء، نقلاً عن وكالات إعلام أميركية، إن حشوداً لميليشيات إيرانية، منها "حزب الله" اللبناني، قد وصلت إلى نقاط تماس مع محافظة إدلب.

وكانت "العربية.نت" قد نشرت في 27 من شهر أغسطس/ آب الماضي، تقريراً عن تحريك إيران لبعض ميليشياتها من أطراف العاصمة دمشق، باتجاه إدلب. وأظهر فيديو نشرته ميليشيات "لواء الإمام الحسين" التابعة لإيران عقائديا وتمويلاً وتدريبا، قيام وحدات من تلك الميليشيات، بالتحرك باتجاه المحافظة المشمولة باتفاق خفض تصعيد ما بين الروس والإيرانيين والأتراك، في شهر مايو/أيار عام 2017، وتتعرض الآن لقصف عنيف، خاصة بعد فشل قمة طهران التي جمعت الرئيس الإيراني، بنظيريه التركي والروسي، بالاتفاق على حل يجنّب إدلب آثار الحرب المدمرة التي أعلن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، نيته شنها على المدينة.

ونقل في هذا السياق، أن اشتباكات اندلعت بين حرس الحدود التركي، ومقاتلين من إدلب السورية التي تتعرض لقصف عنيف يشنه جيش النظام السوري، بدعم من الطيران الروسي. بحسب ما أعلنته صحيفة "الوطن" المملوكة لرامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد، الثلاثاء.

وذكرت الصحيفة أن سبب اندلاع هذه الاشتباكات التي وصفتها بـ"العنيفة" هو "منع" المقاتلين من تخطي الحدود والدخول إلى تركيا. مؤكدة أن اليومين الأخيرين، شهدا ارتفاعاً في حدة الاشتباكات بين مقاتلين سوريين، وحرس الحدود التركية.

وفيما بقيت أخبار الاشتباكات التي نقلتها "الوطن" شديدة الولاء للنظام السوري، محدودة، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، في عددها الصادر، الثلاثاء، أن موسكو، بصدد استمرار ضغطها العسكري، على تركيا، لتفرض عليها أمراً واقعاً في إدلب، بحسب الصحيفة التي أشارت في تقريرها إلى إمكانية أن يقوم الروس بتقديم شيء ما للأتراك، في مقابل الاتفاق على موضوع إدلب.

ماذا سيقدم بوتين لأردوغان؟

وجاء في التقرير، أن الرئيس الروسي، بوتين، قد يترك بعض "الحوافز" لأردوغان، من بينها احتمال ترك النقاط الـ 12 التابعة للجيش التركي، شمال سوريا. متحدثة عن ما وصفته بإمكانية الإبقاء على "منطقة نفوذ تركي بانتظار الحل الشامل".

وفي هذا الإطار، تضاربت التسريبات التي يطلقها أنصار النظام السوري، على وسائل التواصل الاجتماعي، بخصوص الحشد العسكري المتواصل للنظام، في مناطق من محافظة حلب. فقد نشرت صفحة فيسبوكية موالية للنظام السوري، فيديو يظهر قيامه بحشد قواته في منطقة "تل رفعت" في ريف حلب، بعدما كانت ذكرت تسريبات سابقة، بأنه ينسحب منها.

وتحدثت صحيفة "الحياة"، الثلاثاء، وتزامناً مع القصف والغارات على إدلب، عن أنباء تفيد بتعزيزات ضخمة لقوات النظام السوري والميليشيات المساندة له، في ريف حلب وعلى نقاط التماس مع إدلب.

وأشار الرئيس التركي أردوغان، إلى أنه قد يلتقي الرئيس الروسي بوتين، في برلين، نهاية الشهر الجاري، للتباحث في شأن إدلب، بعد فشل قمة طهران. إلا أن مصادر الكرملين لم تؤكد حصول هذا اللقاء.

خطة تركية تتضمن نقل نازحين

ونقلت "الشرق الأوسط" في تقريرها المشار إليه والمعنون بـ"صراع خطط على الشمال السوري وروسيا تريد إدلب قبل آخر السنة"، أن مصير إدلب يتحدد بصراع خطط ثلاث، خطة تركية وأخرى روسية وواحدة للمبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.

وتتضمن الخطة التركية، وقفاً لإطلاق النار، ووضع برنامج زمني، وتسليم عناصر "هيئة تحرير الشام" أسلحتهم، وإجلاءهم من المحافظة، دون تحديد إلى أي جهة. وحسب "الشرق الأوسط" فإن الخطة التركية تتضمن، أيضاً، ما وصفته بـ"خروج آمن" للفصائل المسلحة إلى منطقة عازلة، قد تكون، بحسب الصحيفة، في منطقة "مارع" الحلبية، بحيث "يكونون في مواجهة مع وحدات حماية الشعب الكردي" التي تدعمها واشنطن.

وأشارت الخطة التركية، إلى إمكانية أن يعود المقاتلون الأجانب، إلى بلادهم، إذا أرادوا ذلك. على أن تشرف "المعارضة المعتدلة" على العملية، بشرط تسليم سلاحها، أولاً، لـ"الجبهة الوطنية للتحرير".

أما مصير الفصائل الرافضة لتسليم السلاح، فإن الخطة التركية تتضمن استهدافها، في إطار "مكافحة الإرهاب".

وتضمنت الخطة التركية، بحسب "الشرق الأوسط"، قيام أنقرة بتدريب مقاتلين ضمن عداد شرطة محلية، وضمان أمن قاعدة "حميميم" الروسية في الساحل السوري، ومنع أي هجمات عليها. وأخيراً، تتضمن الخطة التركية نقل نازحين من إدلب، إلى منطقة "عفرين"، بدل الأكراد، وهي منطقة ذات غالبية كردية، وواقعة تحت سيطرة الجيش التركي وفصائل سورية موالية له.