العدد 3623
السبت 15 سبتمبر 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
كذبة الإسلام السياسي... حزب العدالة والتنمية
السبت 15 سبتمبر 2018

من أجل إخفاء الطموحات والمصالح والأيديولوجيات السياسية، بما فيها السيطرة على الحكم، وسيادة العرق أو المذهب على بقية الشعوب واستعمارهم واحتلالهم، يتم تغليف كل ذلك بغلاف وغطاء إسلامي، حتى يتمكن هؤلاء الطامحون وأصحاب المصالح السياسية، من إخفاء أهدافهم عن المجتمع والشعب، وحتى يجدوا الدعم والمساندة من أصحاب النية الطيبة، الذين ينخدعون بالشعارات وتغرهم أشكال وشخصيات هؤلاء الطامعين المتسترة بقناع الصلاح والسماحة، مضافا إليها طبعا بعض الجهلة والسذج ممن يسيرون مع الموجة، وهذا بالضبط التعريف الحقيقي لما يسمى “الإسلام السياسي”.

وقامت كل من الدولة الأموية والعباسية والفاطمية، ولاحقا الاستعمار العثماني وما يسمى بالخلافة الإسلامية، وما تسمى بالثورة الإسلامية بإيران، والإخوان المسلمون وحزب الله، بإخفاء مطامعهم السياسية والعرقية بغلاف إسلامي، حتى يتقبلهم المجتمع ولا يعارضهم بسبب هذه الهالة الإسلامية التي أضفوها على أنفسهم وقادتهم.

واستهوى مفهوم الإسلام السياسي وإخفاء المطامع السياسية والعرقية والشعوبية، ومحاولة إعادة احتلال العالم العربي من جديد وتغليفه بغلاف إسلامي، مجموعة قامت بتأسيس حزب العدالة والتنمية لتحقيق ذلك الهدف، ومع الأسف، فإن الإخوان المسلمين وبعض العرب من فاقدي الهوية العربية، سوقوا لهذا الحزب في أوساط عالمنا العربي الإسلامي، بأنه النموذج الإسلامي العالمي، وحتى يحققوا لهذا الحزب مصالحه السياسية بعالمنا العربي الإسلامي وتسهيل مهمة إعادة الاستعمار، قامت الآلة الإعلامية الإخوانية بشتم كل ما هو عربي وتخوينه فيما يخص القضية الفلسطينية، ومجدوا لهذا الحزب ودفاعه عن فلسطين، بالرغم من أن الحقيقة تذكر لنا، أنه لم يسقط ولا شهيد واحد منه دفاعا عن فلسطين حتى هذه اللحظة.

ويقوم هذا الحزب بالتدخل بشؤون الدول العربية، لإيجاد موطئ قدم له في العالم العربي، ورأينا ذلك بأم أعيننا من خلال التدخل في شؤون ليبيا، وكذلك شؤون مصر ودعم الإخوان المسلمين والتباكي على مؤامرة رابعة العدوية الانقلابية، ناهيك عن تسخير أراضيهم للآلة الإعلامية الإخوانية، لشتم مصر والإمارات والبحرين والسعودية، وكل ذلك يأتي تمهيدا للتبشير بالعثمانية الجديدة وإعادة احتلال العالم العربي من جديد، تحت غطاء النموذج الإسلامي المعتدل، وهذا بالضبط تفسير ما يسمى بالإسلام السياسي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .