+A
A-

كلمة سمو رئيس المجلس الأعلى للبيئة بمناسبة اليوم العالمي لحماية الأوزون

 أكد سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة ان دعم حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وحرص واهتمام جلالته المتواصل لرفع شأن مملكة البحرين في الشأن البيئي والحفاظ على المستوى المتميز الذي وصلت اليه البحرين في هذا المجال قد مكن مملكة البحرين من النجاح في الالتزام التام بمتطلبات بروتوكول مونتريال والتخلص من المجموعة الأولى من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون.

وبمناسبة اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون قال سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة أن مملكة البحرين كان لها السبق الأول على المستوى الإقليمي في التوقيع على اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال معاً في عام 1990، واليوم تشارك البحرين ضمن 197 دولة من اقطار العالم بالاحتفال بهذا الحدث العالمي في السادس عشر من سبتمبر والذي يصادف تاريخ التوقيع على البروتوكول.

وأشار سموه الى ان العمل جاري على تنفيذ المزيد من الخطط الرامية للحفاظ على طبقة الأوزون من اجل تحقيق المزيد من التقدم في المهمة العالمية الرامية للحفاظ على طبقة الأوزون.

وقال سمو رئيس المجلس الأعلى للبيئة إلى أن بروتوكول مونتريال يهدف إلى حماية طبقة الأوزون التي تعتبر الواقي المنيع للكرة الأرضية من الأشعة فوق البنفسجية، لا سيما بعد أن بدأت هذه الطبقة بالتدهور تدريجياً، بعد التطور الصناعي في القرن العشرين، حيث اكتشف بعض العلماء، أن خطراً يهدد طبقة الأوزون ويؤدي إلى تدهورها بما عرف لاحقاً (بثقب الأوزون)، وذلك بسبب إطلاق بعض المواد الكيميائية، عند استخدامها في الصناعات المتعددة.

وأوضح سموه أن مملكة البحرين ممثلة بالمجلس الأعلى للبيئة نجحت في الالتزام التام بمتطلبات بروتوكول مونتريال والتخلص من المجموعة الأولى من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون، وهي مواد (CFC)، حيث أعلنت مملكة البحرين في 1 يناير 2010 منع جميع الأجهزة والمعدات، بالإضافة لوسائط التبريد والتكييف التي تعمل بالغازات (CFC) ، بعد توفير البدائل المناسبة.

وقال سمو رئيس المجلس الأعلى للبيئة ان مملكة البحرين نفذت في عام 2014 خطة استراتيجية تمتد حتى العام 2020، وتستهدف مجموعة أخرى من المواد الكيميائية المستنفدة لطبقة الأوزون تسمى (HCFC)، وذلك من خلال تنفيذ عدد من المشاريع في القطاعين الصناعي والخدمي، تهدف للتخلص التدريجي من المواد (HCFC)، وإحلال البدائل الامنة صديقة البيئة، والتي لا تستنفد طبقة الأوزون.

وأكد سموه أن القانون الذي صادق عليه حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه عام 2014 المعني بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون، تلاه إصدار المجلس الأعلى للبيئة، للقرار الوزاري المعني بنظام الحصص للمواد المستنفدة لطبقة الأوزن، ومن ثم بدء المشاريع المساندة لتحقيق تخفيض بنسبة (40%) من المواد (HCFC) بحلول عام 2020 قد اعطى المجلس امكانية تنفيذ الخطط والمشاريع والتشريعات اللازمة، للوفاء بالتزامات مملكة البحرين الدولية تجاه حماية كوكب الأرض.

وأشار سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للبيئة إلى أن المجلس نفذ العديد من البرامج والمشاريع بالتعاون مع مختلف الجهات، ومن ضمنها إنشاء خط انتاج تدليلي، في أحد المصانع المحلية، وذلك للبحث عن وسائط تبريد جديدة آمنه وصديقة للبيئة بالتعاون مع الأمم المتحدة للبيئة، والأمم المتحدة للتنمية الصناعية، كما عمل المجلس بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، على برنامج لتأهيل وتدريب الفنيين العاملين في قطاع صيانة أجهزة التبريد والتكييف، وفق أحدث التقنيات المعتمدة في الدول المتطورة، وذلك لضمان تنفيذ أعمال الصيانة بشكل كفوء واقتصادي في الوقت نفسه، وهذا البرنامج مستمر ويحدث بشكل دائم وفق التكنولوجيات الحديثة في مجال صناعة التكييف والتبريد، هذا بالإضافة إلى افتتاح أول مركز وطني في المنطقة، لإعادة تدوير الغازات المستنفدة لطبقة الأوزون، الهادف إلى عمل توازن في أسعار هذه الغازات، من خلال تقليل الطلب على استيرادها، وتوفيرها من خلال عمليات تجميع الغازات خلال أعمال صيانة وحدات التبريد والتكييف، بدلا ً من إطلاقها في الجو، وإعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى.

وقال سموه اننا نستطيع القول اليوم أنه وبعد ثلاثة عقود من العمل المستمر، نجحت دول العالم من خلال جهودها في بروتوكول مونتريال، من وقف استنزاف طبقة الأوزون، وهي اليوم تنظر بعين الاطمئنان، إلى عودة طبقة الأوزون لما كانت عليه خلال العقدين القادمين، وتماثلها للشفاء، بما يعكس حفظ كوكب الأرض والبشرية والكائنات التي تعيش عليه من دمار كان سيلحق بها".