وأنا أتابع بعض الحسابات الرقمية على هاتفي النقال شدت انتباهي صورة إحدى العارضات وهي ترتدي قفطانا مغربيا رائعا بتفاصيل خلابة بين تطريز وحرير وخيوط ذهبية ولآلئ فضية، كان جميلا لم يشبه شيء سوى نحافة تلك العارضة المتناهية التي لم تخدم استعراضه الأنيق وهو ما استفزني بشدة كونه يقدم نموذجا بعيدا عن جمالنا الشرقي، وقد يضع بعض المراهقات تحت ضغط هوس الحصول على أجساد متناهية النحافة كمطلب عالمي لجمال لا أراه حقيقيا، وعليه آثرت الاتصال بصاحبة الدور حتى أثني على جمال التشكيلة وأنتقد نحافة العارضة المبالغ فيها.

تم الاتصال وأجابت سريعا، لم تدع لي مجالا لأسرد أفكاري وباغتتني قائلة “استرجعت حسابي للتو بعد أن دفعت 500 دينار لعصابة قامت بتهكيره”، واسترسلت قائلة: “تلقيت رسائل تفيد بقيام إدارة “الإنستغرام” بتثبيت حسابي والاعتراف بِه (أي وضع شارة زرقاء تفيد أن هذا الحساب معرف)، وطلبت مني معلومات عن الحساب منها كلمة السر والإيميل الخاص بي، كنت في غاية السعادة فتثبيت حسابي يعني مزيدا من الانتشار ومصداقية في البيع”، طبعا لم يكن صاحب الرسالة سوى نصاب قام بالاحتيال عليها واكتشفت أنها وقعت بالفخ بعد أن سلب منها حسابها الذي يعد مصدرا أساسيا لرزقها، خصوصا لمن هم خارج البحرين ويودون التواصل المباشر معها لتفصيل أزياء المناسبات والأعراس.

كانت العصابة واثقة بأنه لا حيلة لتلك المسكينة سوى دفع المبلغ المطلوب الذي يختلف من حساب لآخر حسب عدد المتابعين وأهمية الحساب بالنسبة لصاحبه، ولأنها كانت بين نارين، أن لا تدفع ولا تسترجع حسابها، أو تدفع وتسترجعه، طلبت من “الهكرز” دليلا بأنها ستسترجع حسابها إذا ما قامت بالدفع وبالفعل أمدها بعدد كبير من الحسابات التي قام بتهكيرها في عدد من الدول المختلفة وطلب منها التواصل معهم حتى تتأكد بأنه (عند كلمته) وسيقوم بإرجاع الحساب وهو ما تم بالفعل!

الصدمة الكبرى أن المبلغ الذي طلبه النصاب لم تقم بتحويله على عنوان أو اسم معين، بل طلب منها أن تشتري له بطاقات اتصال من شركات معينة يتعامل معها وقام بإرسال رابط رقمي خاص تستطيع منه الدفع مباشرة، وبمجرد أن قامت بالإجراء استطاعت أن تسترجع حسابها بدقة متناهية تمنع الوصول له أو للعصابة التي ينتمي إليها.