العدد 3624
الأحد 16 سبتمبر 2018
banner
وفد السلام
الأحد 16 سبتمبر 2018

زيارة “وفد السلام” لأرض السلام، كان أبرز أحداث الأسبوع على الصعيدين الرسمي والشعبي في البحرين.

اختار الوفد الذي يضم حائزين على جائزة نوبل للسلام من رؤساء جمهوريات ورؤساء وزراء سابقين ونخب مفكرة في استقرار الأرض وإنمائها.

مملكة البحرين كنموذج فريد لتحقيق الأمنيات بأقل الإمكانيات، وبناء المجتمعات المتحضرة، بالقضاء على الفقر والجهل والمرض، ثم بتوحيد الصفوف من خلال تعميق الوعي بالمواطنة وتحشيد مقومات الأمة لتكون في خدمة قضاياها وإنسانها، وفي مستوى طموحاته وأحلامه وأمانيه.

رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه لدى استقباله وفد السلام في مجلسه العامر الأربعاء الماضي، وفي حفل العشاء الذي أقامه سموه خصيصا لهم كان شديد التأكيد على أهمية التكامل بين الشعوب، وعلى ضرورة تعبيد الآليات المتطورة لتكون في خدمة المواطن المؤمن بوطنه وقيادته، لقد قالها سموه بالفم الملآن: إن المتغيرات العالمية تطورت بوتيرة متسارعة، بالأمس كانت الأحداث بعيدة عن المنطقة، وكانت آثارها محدودة علينا، أما اليوم، فإن هذه المتغيرات أصبحت تشكل تهديدا مباشرا لأمتنا، وعائقا مفصليا أمام التنمية لدينا، لذلك لا سبيل إلا بالتكامل، الإ بالتأكيد على ترسيخ أبجديات المواطنة، وبناء المجتمع الواحد القائم على التناغم لمفرداته والتفاهم بين تفاصيله الصغيرة.

هذا في حد ذاته يصل بنا إلى السلام المنشود، وهو في الوقت نفسه يؤمن للتنمية متطلباتها، وللاستقرار علومه ومعارفه وأساسيات تواجده.

لم يكن غريباً أن يؤكد وفد “السلام” على هذه الحقائق مجتمعة، ولم يكن بالكثير على مملكتنا الحبيبة أن يقول رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الأسبق “ديكليرك”، إنهم في الدولة الصديقة تعلموا من تجربة البحرين لبناء وطن ومجتمع ناهض، هو نفس التأكيد الذي خرج على لسان رئيس بولندا الأسبق من أن ما سمعه وشعبه عن مملكة البحرين ينبغي أن يصل إلى شعوب الأرض قاطبة.

على هذه القواعد المتفانية في خدمة قضايا السلام والتعاون الدولي، تؤكد على أن الوعي الرشيد القائم على العلوم الفارقة، من شأنه أن يزيد الأمة تلاحما، وأن يعمق من أواصر ترابطها مجتمعيا واقتصاديا، وأن يزيد من جودة القيم المضافة التي تحدثنا عنها طويلا ونحن نتعامل بتألق مع ما يثار إقليميا ودوليا عن قيمة التعليم الراقي، وعن ربط مخرجاته بالواقع الحقيقي الراهن للبشرية جمعاء، فلا يمكن أن تغرد الجامعات المستنيرة ولا المجتمعات المتحضرة خارج سرب التنمية المتمكنة من المجتمع الأوسع والأكثر تأثيرا، ولا يمكن أن يكون هناك سلام على الأرض من دون تنمية مستدامة، تشحذ الهمم، وترمم القيم، وتقضي على الانحطاط.

كم كنت أتمنى أن أكون مشاركا لمأدبة العشاء التي دعاني إليها سمو الأب القائد خليفة بن سلمان مع وفد النخب الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، حيث كان لعذر السفر عذرا معادلا، وللفرصة التي تضيع بديلا مقابلا، ولكن ليس للسلام منتهاه إذا لم نضل مبتغاه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .