العدد 3625
الإثنين 17 سبتمبر 2018
banner
عاشوراء والوحدة الوطنية
الإثنين 17 سبتمبر 2018

يُحييِ أهل البحرين في كل عام ذكرى عاشوراء، وبدأت مظاهر إحياء هذه الذكرى في شوارع ومُدن وقرى البحرين، وبهذه المناسبة استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المُوقر رؤساء المآتم الحُسينية وأعضاء الهيئة العامة للمواكب الحُسينية، مؤكدًا سموه حفظه الله ورعاه القيمة النبيلة لهذه الذكرى وتواصل أهل البحرين بالاحتفاء بها بما أنعم الله عليهم من النُبل والطيبة، وهذه المناسبة كغيرها من المناسبات التي تؤكد على وحدة الشعب وتماسكه الوطني، بعيدًا عن التفرقة والانشقاق، حيث تتناغم مع أصالة الشعب البحريني ووحدته الوطنية وتآلفه الديني، وهي مُقومات تملأ قلوب أهل البحرين بالولاء والمَحبة لبلادهم وولاة أمرهم وتزيدهم وعيًا وتماسكًا. وكما قال سموه (إن قوة المجتمع البحريني تكمن في وعي أبنائه وتماسكهم، وهو الأمر الذي جعل مملكة البحرين نموذجًا فريدًا للتعايش القائم على المحبة والاحترام).

وللحكومة البحرينية الرشيدة دور جلي في دعم ومساندة المآتم الحُسينية في جميع محافظات البحرين، وفي طليعة ذلك ما يبذله صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المُوقر من مساندة ودعم سخي للمآتم وكل دور العبادة الدينية ورعايته الكريمة جميع مناسباتها، وذلك من خلال توجيهات سموه ولقاءاته الدائمة مع المسؤولين والمواطنين، وتوفير الحكومة التسهيلات وكُل ما يَلزم لإنجاح موسم عاشوراء في كل عام، وهو دور تجذر عبر السنين لأيادي سموه حفظه الله ورعاه البيضاء لما يُبذله من العطاء المُستمر لبلاده وشعبه، حيث أكد سموه في هذا اللقاء الوطني (أن البحرين تستحق منا أن نعمل جميعًا على تنميتها، والحفاظ على ما تحقق لها ولشعبها من مكتسبات).

إن عاشوراء وهي ذكرى استشهاد الإمام الحُسين “عليه السلام” تعني لنا الكثير، فمن هذه الذكرى نستلهم فيضا من المآثر الوطنية والمعالم الإنسانية والمواقف الدينية الجَّمة التي خلدت هذه الذكرى وعطرت رحلة الاستشهاد الحُسينية، فعلينا جميعًا أن نقتبس منها معاني الخير وصور البذل والعطاء، والمحبة والسلام والتآلف بين كل الأديان والمذاهب والثقافات، والحفاظ على بلادنا والدفاع عن سيادتها الوطنية العربية، وعلى أمن البحرين واستقرارها كمسؤولية وطنية قومية يتشارك فيها جميع مَن يعيش على ترابها.

ونحن نحتفي بذكرى عاشوراء علينا أن نتذكر دائمًا وأبدًا أن هذه الذكرى للجميع أرضًا وشعبًا، فالبحرين تتألق دائمًا وأبدًا بتنوعها الثقافي والحضاري والديني، شامخةً بمبادئ التسامح والتعايش، فعاشوراء أمانة الأجداد، ذكرى خالدة تستضيء بنورها الأجيالٍ.

علينا أن نعمل جاهدين على توظيف عاشوراء لتذليل كل ما تواجهه البحرين من تحديات، وتعزيز وعينا الوطني بما تواجهه البحرين والأمة العربية من مخاطر تمس وجودنا وهويتنا العربية، إن عاشوراء مناسبة دينية كريمة جامعة لنا تزيد من تلاحمنا الوطني، حُصنٌ عتيد وسياجٌ عنيد يحفظ البحرين وولاة أمرها وشعبها من كل سوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية