+A
A-

المجلات الفنية قديما ..مصابيح ساطعة في سماء النجوم

لعبت المجلات الفنية في العالم العربي دورا كبيرا في الستينات والسبعينات والثمانيات في إبراز الكثير من الفنانين " مطربين وممثلين وغيرهم " وكانت تتسابق في وضع صورهم على الأغلفة والتباهي باللقاءات الحصرية معهم ، ولعل المتتبع لذلك الزمن الذي كان الفن العربي يعتلى القمة وكان الأقبال على المجلات الفنية كبير جدا والناس كانت تقرأ بنهم ، وأعرف أشخاصا كانوا يتناوبون على قراءة مجلة واحدة ، يقرءاها الأول ثم يعطيها الثاني. ومن أهم المجلات في ذلك الزمن الجميل " الموعد" التي تأسست عام 1953 بواسطة الكاتب الصحفي محمد بديع سربيه وتعتبر وحدة من أشهر المجلات الفنية في الوطن العربية ومدرسة رائدة في الصحافة الفنية، وقد كانت "الموعد" في بداياتها مجلة نصف شهرية ما لبثت أن تحوّلت إلى أسبوعية بناء على طلب الفنانة أم كلثوم. ومجلة " أهل الفن " مجلة فنية نقدية أسبوعية، كانت تصدر عن "مؤسسة أبو ذر الغفاري للطباعة والإعلام" اللبنانية بين عامي 98 99 . ومجلة " الكواكب" وهي مجلة فنية أسبوعية مصرية صدر العدد الأول منها في 28 مارس 1932 وما زالت مستمرة في الصدور.

كانت مجلة الكواكب عند صدورها تنشر ملخصات لأفلام الأسبوع، وأحاديث مع النجوم، ومقالات لرجال السينما، إضافة إلى أخبار الأفلام التي يجرى تصويرها.

ومجلة " المصور" وهي واحدة من أقدم المجلات التي أصدرتها دار الهلال، حيث صدر عددها الأول في 24 أكتوبر 1924 وواكب ذلك مجموعة من الأحداث في مصر والوطن العربي سجلتها المجلة وتابعتها بالكلمة والصورة بشكل أكسبها شعبية واضحة بين القراء. وقد تولى رئاسة تحريرها عدد من رواد الإعلام في مصر أبرزهم إميل وشكري زيدان، فكري أباظة، علي أمين، أحمد بهاء الدين. وأيضا كانت هناك مجلة " الشبكة"وهي مجلة فنية لبنانية تصدر عن دار الصياد يشرف عليها ابنه بسام فريحه حاليا مع أخيه عصام وأخته الهام.. أشهر رؤساء تحريرها الكاتب والإذاعي اللبناني الراحل الأستاذ جورج إبراهيم الخوري المتوفى عام 2006.

ومن المجلات التي حققت شهرة واسعة مجلة " نورا" وأيضا المجلة الكويتية " النهضة" الصادرة عام 67 وبالرغم من أنها مجلة سياسية أجتماعية إلا أن أبواب الفن كانت تجذب القارئ وفي كل عدد يتزين الغلاف بصورة إحدى الفنانات الخليجيات أو العرب. وكذلك مجلة " اليقظة" وهي مجلة عربية أسبوعية تتناول أهم القضايا والموضوعات والاخبار الفنية.

بصورة عامة كان تعاطي القارئ العربي من الخليج إلى المحيط مع تلك المجلات الفنية تعاطيا قويا وكانت تنفذ المكتبات من الأعداد سريعا ، وبالرغم من تواضع الطباعة آنذاك إلا أنها كانت قوية وشاملة وزاد لا ينفذ للقارئ وللفنان نفسه ، واذكر ان صاحب مكتبة " الجيل الجديد" الأخ احمد فاروق عبيد قال لي منذ زمن (...كل نهاية اسبوع يتوافد على المكتبة الطلبة والطالبات لشراء مجلة " نورا " و " الموعد" ..كل النسخ التي في المكتبة تختفي في دقائق . كان اقبال الشباب على المجلات الفنية في الثمانيات إقبالا غير طبيعي .)

أما اليوم فقد تدنى إقبال القارئ على المجلات الفنية لعدة أسباب أهمها وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ورتم الحياة السريع الذي غير كل الأذواق.