العدد 3633
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018
banner
قيم “عاشوراء” العليا في وجدان القيادة والشعب
الثلاثاء 25 سبتمبر 2018

يدرك أصحاب الأفكار الهدامة الذين يسعون من أوكارهم المظلمة لبث السموم بين أبناء البحرين ويحاولون التفنن في أفكارهم الخبيثة للإساءة إلى رموز الوطن وإثارة الأحقاد، أن مساعيهم ستؤول إلى الفشل حتمًا، بل هم يدركون مهما فعلوا، سواء قاموا بأفعال تصطدم بالأعراف والعادات والتقاليد التي يختص بها المجتمع البحريني ويجرمها القانون، يدركون جيدًا أن قيم “عاشوراء” العليا ومبادئها الإسلامية والإنسانية السامية ماثلة في وجدان القيادة الحكيمة والشعب، ومع إدراكهم هذا فإنهم يأتون بفعل مقيت مرفوض هنا وهناك لتتجلى مواقف أهل البحرين في رفضه مهما استمروا فيه.

إن موسم عاشوراء في مملكة البحرين، لا مثيل له من ناحية الخدمات والتسهيلات، حيث تقدم قيادة البلاد كل الدعم وتسخر كل الإمكانيات له، فمناسبة عاشوراء ليست مقتصرة على عنوان تميز البحرين عبر تاريخها باحترام الأديان والمذاهب وانفرادها في منح كل الناس حرية ممارسة المعتقدات والشعائر، بل تذهب إلى أبعد من ذلك: مناسبة عاشوراء على سبيل المثال واحدة من المظاهر المتجذرة في كيان هذا البلد الطيب، وبفضل من الله سبحانه وتعالى وبفضل الخير الكريم من جانب القيادة السياسية الرشيدة، هي ذكرى تحظى بكل الاحترام والتقدير وتسخر لها الدولة كل التسهيلات وتلبي كل احتياجاتها، والبحرين في هذا الشأن تفوقت على الكثير من الدول ويشهد بذلك القاصي والداني.

إذا، هي المؤامرات بكل إساءاتها ونواياها التي لا تريد للوطن خيرًا، ومهما حاول شياطينها فإنها تفشل وستفشل دومًا، والقيادة حفظها الله ورعاها أعلى وأسمى وأرفع مقامًا وهي التي ترسخ أركان تماسك الأسرة البحرينية، ونستشهد بما قاله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر أيده الله في مجلسه يوم الأحد الماضي، وهو قول تؤمن به قيادة البلاد وشعبها الكريم: “إن مملكة البحرين تتعرض لمؤامرات، وهذه المؤامرات تفشل الواحدة تلو الأخرى بفضل وعي شعب البحرين ووطنيته، وما حدث خلال موسم عاشوراء من تجاوزات مرفوضة ما هو إلا أحد أشكال هذه المؤامرات التي تنتهي بحمد الله دائماً بالفشل، فبلادنا بخير في ظل قيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وستبقى بإذن الله كذلك بتماسك شعبها ووحدته وستستمر البحرين متميزة كما عهدها الجميع بانفتاحها وبالحريات الدينية والفكرية المصانة فيها رغم أن هناك من يسعى إلى استغلال هذا الانفتاح لتعكير صفو الأمن وشق الصف وزرع الفتنة”.

ورأينا كيف أن المجتمع البحريني رفض واستنكر التصرفات الدخيلة التي لا علاقة لها بأخلاقيات أهل البحرين، فشعور العائلة الواحدة كما قال سموه يتجلى في التماسك خصوصا خلال المواقف التي تمس وحدته وتلاحمه، ومن هنا أيها الأحبة، فإن المسؤولية الدينية والوطنية والمجتمعية تحتم علينا الحفاظ على المكتسبات التي ننعم بها، وألا نسمح لخفافيش الظلام وأصحاب الأجندات الخبيثة أن يعيثوا الفساد في المجتمع ولابد من التصدي لهم بما يحفظ السلم الاجتماعي ويحبط أعمالهم، وستبقى البحرين تقدم أصدق معاني وحدة الصف في وجه كل مفسد لا تهمه مصلحة الوطن.

عبر تاريخها الطويل، قدمت البحرين للعالم نموذجاً في التآخي وتماسك النسيج الاجتماعي، وهو ما شكل سياجاً وحصناً قامت عليه أسس بنيانها الحضاري ونهضتها الحديثة، وللمناسبات الدينية أثرها في تعزيز روح التآلف وتقوية النسيج الاجتماعي، وبما تقوم به دور العبادة ومكانتها الدينية في الحفاظ على وحدة الكلمة بين أفراد المجتمع، وترسيخ ونشر الوسطية والاعتدال والقيم والمبادئ التي يحث عليها ديننا الإسلامي الحنيف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .