+A
A-

سمو رئيس الوزراء يوجه كلمتين للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بالصحة

ضمن حضورها الفاعل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليًا في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة، تشارك مملكة البحرين يوم غدٍ الأربعاء في الاجتماع رفيع المستوي للجمعية العامة المعني بمرض السل، كما تشارك المملكة يوم الخميس 27 سبتمبر 2018 في أعمال الاجتماع الثالث رفيع المستوى للجمعية العامة المعني بالأمراض غير المعدية (المزمنة) ومكافحتها، واللذين يشكلان فرصة لتعريف المجتمع الدولي بالإنجازات التي حققها القطاع الصحي والطبي في مملكة البحرين، فضلا عن أن الاجتماعين مناسبة لتعزيز مشاركة البحرين للعالم في جهوده على صعيد مواجهة الأمراض والأوبئة التي تشكل تهديدًا لحاضر ومستقبل البشرية.

ونظراً لمساهمة حكومة مملكة البحرين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالسيطرة على الأمراض غير المعدية وغير السارية، فقد تم اختيار وزارة الصحة لجائزة فريق العمل المشترك بين الوكالات التابعة للأمم المتحدة، حيث سيتم استلام الجائزة خلال الاجتماع الثالث رفيع المستوى للجمعية العامة المعني بالأمراض غير المعدية (المزمنة) ومكافحتها وذلك بحضور عدد من قادة ورؤساء دول العالم والوكالات والمؤسسات المعنية بالقطاع الصحي.

وسوف يوجه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر كلمتين خلال الاجتماعيين رفيعي المستوى، يلقيهما نيابة عن سموه السيد محمد بن ابراهيم المطوع وزير شؤون مجلس الوزراء، يؤكد من خلالهما سموه اهتمام مملكة البحرين بكل ما من شأنه تعزيز التعاون الدولي في المجال الصحي والطبي، فضلا عن استعراض الجهود التي قامت بها البحرين والخطط التي تبنتها في مواجهة هذه الأمراض.

ويشمل الاجتماع الثالث رفيع المستوى للجمعية العامة المعني بالأمراض غير المعدية (المزمنة) ومكافحتها جلستين عامتين، الأولى تتناول نظم تعزيز الصحة وتمويل عمليات الوقاية ومكافحة الأمراض غير المعدية بهدف تحقيق التغطية الصحية الشاملة في العالم من خلال تبادل أفضل الممارسات القائمة على الأدلة والمعرفة العلمية والدروس المستفادة، بينما تتناول الجلسة الثانية الفرص والتحديات الناجمة عن إشراك الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص على الصعيد العالمي والإقليمي والمستويات الوطنية لتعزيز الشراكات المتعددة القطاعات للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية وتعزيز أنماط الحياة الصحية.

أما الاجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعني بالسل والذي يقام تحت عنوان "متحدون للقضاء على داء السل:  فإنه يعد، وفقا لموقع منظمة الصحة العالمية، الأول من نوعه للجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف تسريع وتيرة الجهود المبذولة من أجل إنهاء مرض السل وتزويد جميع المصابين به بخدمات الوقاية والرعاية.

وتتيح مشاركة البحرين في هذين الاجتماعين الفرصة لتبيان مدى ما يحظى به القطاع الصحي والطبي في البحرين من اهتمام من قبل الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، الذي يحرص دائما على التوسع في تطوير المنشآت الصحية والطبية كمًا وكيفًا من أجل ضمان تقديم أرقى مستويات الخدمات الصحية والعلاجية للمواطنين والمقيمين.

ان مملكة البحرين استطاعت بفضل توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى تحقيق نقلة نوعية في الخدمات الصحية والطبية ومواجهة الأمراض والأوبئة ونجحت في تبوء الصدارة والتميز وإثبات كفاءتها في تعزيز صحة الفرد والمجتمع وضمان توفير خدمات صحية منظمة ومتكاملة وعادلة ومستدامة ذات جودة عالية وفي متناول الجميع.

كما أن الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء اهتمت بشكل خاص بتوفير الرعاية الصحية والطبية الشاملة لجميع المواطنين والمقيمين عبر حزمة من البرامج الوقائية والعلاجية والتوسع في شبكة الخدمات الصحية على جميع مستوياتها التي تضم الرعاية الصحية الأولية والرعاية الصحية الثانوية والرعاية السريرية، وذلك وفق استراتيجية تعمل على رفع جودة وكفاءة الخدمات الصحية وفق أحدث الأنظمة العالمية.

ويستند النظام الصحي في المملكة على برنامج عمل الحكومة الذي يتضمن عددًا من الأولويات في مجال الارتقاء بالخدمات الصحية، إذ تمضي الحكومة قدمًا في تطوير قطاع الرعاية الصحية، ومن بين أهم الخطوات إقرار الخطة الوطنية للصحة للأعوام  2016-2025، التي جاءت للتأكيد على أن البحرين تتجه نحو الالتزام الدولي لمنظمة الصحة العالمية لتحقيق الغاية 3-8 من أهداف التنمية المستدامة وتحقيق التغطية الشاملة للجميع.

وتهدف الخطة الوطنية للصحة إلى تحقيق الجودة في تقديم الخدمات الصحية وضمان تمويلها واستدامتها وتوفير الموارد والبنية التحتية البشرية اللازمة وضمان حوكمتها بما يحقق برنامج عمل الحكومة وما جاء في الرؤية الاقتصادية 2030 وذلك من خلال تطوير النظام الصحي القائم للاستمرار في توفير الخدمات الصحية المتكاملة والمستدامة ذات الجودة العالية بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، وجعله قادراً على تجاوز التحديات التي يواجهها القطاع الصحي حالياً والمتمثلة في النمو السكاني المتسارع وما يترتب عليه من وضع ديموغرافي يتطلب زيادة في الصرف على هذه الخدمات إلى جانب التغيير في أنماط الإصابة بالأمراض ومنها زيادة معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية وغيرها.

وترتكز الخطة الاستراتيجية الوطنية للصحة على عدة محاور منها ايجاد نظام صحي يتسم بالكفاءة والاستدامة يعطي الحرية للمريض في اختيار مقدم الخدمة الصحية له، واعتماد منهج الرعاية الصحية المتكاملة والمستدامة، ورفع مستوى جودة وسلامة خدمات الرعاية الصحية وضمان استمراريتها، وضبط أوجه الإنفاق على الخدمات الصحية وطرق تمويلها، واستقطاب الكوادر الطبية المؤهلة، وتشغيل نظم فعالة وقوية للمعلومات الصحية والصحة الإلكترونية، وتفعيل الحوكمة بشكل يحدد الأدوار القيادية للمؤسسات الصحية الحكومية.

وقد نجحت مملكة البحرين في تحقيق جميع الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالصحة، بعد أن وافقت على الخطة الجديدة المعنونة بـ "تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام 2030" والتي تتكون من 17 هدفا و 169 غاية، حيث حققت مراكزا متقدمة من هذه الأهداف.

وتعمل الحكومة وفق منظومة كاملة للارتقاء بالقطاع الطبي من خلال عشرات المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تطوير وتكثيف برامج الرعاية الصحية الوقائية وترويج أنماط الحياة الصحية بين جميع فئات السكان عبر برامج وطنية توعوية وتطوير مختبرات الصحة العامة وتحقيق التكامل بين خدمات الرعاية الصحية في جميع أنحاء مملكة البحرين.

وتتحمل الحكومة الجزء الأكبر تمويل القطاع الصحي في المملكة أكثر من 82% من اجمالي الإنفاق الصحي، وقد انتهت من مشروع "الضمان الصحي الوطني" والذي يهدف إلى وضع رؤية شاملة لعملية تطبيق البرنامج بما يسهم في تكريس أسس الضمان الصحية والتي ترتكز على رفع مستوى الخدمات الصحية وجودتها وإيصال الخدمات الصحية بمستوى عالٍ للجميع، وافساح المجال أمام المرضى لاختيار مزود الخدمات إلى جانب تحقيق الاستدامة في تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية.