أثارت حادثة طرد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم يوفنتوس في لقاء فالنسيا في دوري أبطال أوروبا الكثير من حالات الجدل في الأوساط العالمية الرياضية كون أن واقعة مناوشات رونالدو مع المدافع الكولمبي موريلو لم تكن تستحق أن يُعاقب عليها هداف دوري الأبطال التاريخي بالإقصاء من المباراة، فكل ما قام به الدون هو لمس رأس موريلو لتوبيخه بسبب تحايله وتعمده السقوط على الأرض بعد احتكاك طبيعي بدون الكرة حتى يوهم الحكم بوجود ضرب متعمد!

بعد المباراة، عبر عدد من المهتمين عن سخطهم الكبير جراء طرد رونالدو الظالم، واعتبروا أن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم أصبح مطالبا بضرورة اعتماد تقنية الـ VAR فورا بعد تزايد الحالات التحكيمية الجدلية خصوصا في السنوات القليلة الماضية!

الجميع بات يشهد بإيجابيات تطبيق تقنية الـ VAR التي تم تجربتها الموسم الماضي في الدوري الإيطالي وكذلك في الدوري الألماني.. قبل أن يتم اعتمادها رسميا من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد ثبوت نجاحها، ورغم وجود بعض السلبيات البسيطة إلا أن الـ VAR سهلت على الحكام في اتخاذ القرارات الصحيحة وقلصت نسبة احتجاجات اللاعبين والمدربين، ولذلك تم اعتمادها رسميا في بطولة كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في روسيا.. ناهيك عن قيام الاتحاد الاسباني باعتمادها في المنافسات المحلية لهذا الموسم!

إذن الفيفا وأغلب اتحادات الدوريات الكبرى في أوروبا جميعهم اقتنعوا بجدوى تطبيق تقنية الـ VAR؛ لكي يتحقق مبدأ العدالة بين جميع المنتخبات والأندية في المنافسات التي يشاركون فيها، وألا تكون هناك استفادة لبعض الفرق في الفوز بالمباريات بسبب القرارات التحكيمية الظالمة التي يقع فيها الحكام أحيانا.. ولطالما شهدت بطولة دوري أبطال أوروبا في السنوات الأخيرة تحديدا الكثير من الحالات التحكيمية الجدلّية، والتي ساهمت حتى بفوز بعض الفرق بلقب البطولة. لا يبدو منطقيا إصرار الاتحاد الأوروبي (اليويفا) على عدم الاعتراف بهذه التقنية حتى الآن وعدم اعتمادها رسميا رغم أن كل المؤشرات تدعو إلى أن أقوى بطولة في العالم والأكثر متابعة جماهيرية أصبحت بحاجة ماسة لها بعد أن زاد الظلم فيها أمام العيان!!.

رئيس الاتحاد الأوروبي ألكسندر سيفرين أعلن قبل أيام أن تطبيق نظام الـ VAR في دوري أبطال أوروبا قد يعتمد في الموسم المقبل دون أن يؤكد تطبيقه فعليا، مبررا ذلك بأنه لم يكن ضمن الخطط الموضوعة في الوقت الحالي، وتوجد شكوك في إمكان توفير آليات النظام في جميع الدول المنضوية للاتحاد. وهذا ما يؤكد أن اليويفا مازال غير مقتنع بهذا النظام!

الكثيرون لم يجدوا تفسيرا مقنعا وعذرا شافيا لليويفا بعدم اعتماده VAR في دوري الأبطال بعد، بل إن التفكير سيقودهم في النهاية للتشكيك بنوايا وذمم الاتحاد الاوروبي. لربما يريد اليويفا البحث عن مصالح اقتصادية جراء التحكم والسيطرة على مجريات البطولة من خلال تسهيل الطريق على بعض الفرق المحددة في الوصول للأدوار المتقدمة من البطولة، والتي تجني من خلفها الملايين نظير حقوق بث مبارياتها الباهظة الثمن، أو من خلال مكتسبات تسويقية وإعلامية أخرى تُجنى بسبب شعبيتها الجارفة حول العالم. لذلك إذا ما تم اعتماد الـ VAR، فإن اليويفا لن يتمكن حينها من السيطرة المطلقة والتحكم بزمام الأمور!