+A
A-

الانسانية والوطنية في الفيلم الفلسطيني “مفك” في الجونة السينمائي

ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي المقام حاليا في مصر، تم عرض الفيلم الفلسطيني "مفك" للمخرج بسام جرباوي بحضور نجوم الفيلم وحضور كبير ويتحدث عن قصة لاعب كرة سلة شاب ذاق أشد أنواع العذاب في أحد السجون الإسرائيلية فيصاب بمرض الهوس ويواجه صعوبة في الحياة بشكل طبيعي في الخارج، فبعد بمرور الوقت، تمتزج هلاوسه بالواقع، ويركز ايضا في القصة الانسانية الجميلة حول الوطنية التي هي ليست فقط بالاوراق فقط، بل هي مواقف وانتماء بالرغم من اي صعاب.

وفي تفاصيل الفيلم  يقدم بطل الفيلم ”زياد" الذي يقدمه النجم الفلسطيني الشاب زياد بكري والذي زج به أسيرا في السجون الاسرائيلية لـ ١٥ عامًا فخرج وتفاجأ في الحياة العامة المزعجة له واصابته بامراض مثل حبس البول والصداع النصفي المزمن وخوفه من الدم ومن الضوء ايضا  وبمشهد الدماء عند اغتيال صديق طفولته بمنتهى العبث على يد مستوطن والذي وجه يتعلق في رأسه دائما، ووسط ذلك يتعرف بفلسطينية كانت مقيمة في امريكا لكنها قررت الرجوع لفلسطين بالرغم من الصعوبات وقررت تصوير فيلم وثائقي عنه، ووسط ذلك تختار اخته صديقتها للاقتراب منه والزواج لكي تتزوج هي بحسب الاعراف ان يتزوج الاخ الاكبر اول! قصة انسانية جميلة تقودنا الى ختام الاحداث التي تبدأ من المفارقة عندما يركب زياد مع مستوطن إسرائيلي يكره العرب ويطلب الزيادة في بناء المستوطنات وهنا يجد مفك في احدى زوايا السيارة وتحدث المفاجأة عندما يريد المستوطن ان يقتله عندما يكتشف بأنه عربي!

المخرج الفلسطيني المبدع والذي انتج هذا الفيلم بسام الجرباوي تجدث عقب الفيلم عن الصعوبات التي واجهته في صناعة فيلم مفك من خلال الحصول على التصاريح المطلوبة أو دخول مصور فيلمه الاجنبي لرام الله، حتى كسر عدسة ما في الكاميرا وبالطبع وسط الاحتلال الغاشم، وقال إن كل فيلم فلسطيني يصنع من أجل محاربة الاحتلال "بيحاولوا يسكروا علينا أي مجال لكن احنا بنحاول”، واكد بأن الفيلم قد صنع من خياله وأوضح انه استوحاها من مقابلاته مع سجناء، وحرص على مقابلة سجين في أيامه الثلاثة الأولى بعد حصوله على حريته، حتى يفهم مشاكله الخاصة.

دور المهرجانات السينمائية

قامت منصة الجونة السينمائية، الحدث السينمائي الذي يركز على الصناعة والذي يهدف لتقوية ودعم المشاريع السينمائية العربية والمصرية وصناع الأفلام من خلال مساعدتهم من خلال إيجاد الدعم الفني والمادي، بتقديم حلقة نقاشية بعنوان "دور المهرجانات السينمائية" والتي أدارتها ديبوراه يونج، الصحفية بمجلة هوليوود ريبورتر.

حيث ضمت مجموعة المتحدثين كل من نجيب عايد المدير العام لمهرجان قرطاج السينمائي، و فيديريك بوير المدير الفني لمهرجان ترايبيكا السينمائي، و سارة هوك مؤسسة ومديرة مهرجان جواناجواتو السينمائي الدولي، و تينا لوك مؤسسة ومديرة مهرجان تالين الليالي السوداء السينمائي، و هيدي زويكر مبرمجة مهرجان صن دانس السينمائي. هذا ويعكس المستوى الرفيع للمتحدثين خلال الندوة الأهمية التي اكتسبها مهرجان الجونة السينمائي ضمن المهرجانات السينمائية العالمية. كما علق العديد من المتحدثون على كون الشخصية المتفردة التي تميز مدينة الجونة قد أسهمت في وضع المهرجان ضمن مصاف المهرجانات السينمائية في المنطقة والعالم، بغض النظر عن كون المهرجان حديث نسبيا. كما تطرق النقاش الى المشاكل التي تواجه المهرجانات السينمائية في المنطقة، كقرار إيقاف مهرجان دبي السينمائي وانعكاساته على صناعة السينما العربية والأفريقية.

كما ناقش المتحدثون التعيرات التي طرأت على المهرجانات السينمائية على مدار الأعوام السابقة، بالإضافة لتطور الدور الذي تلعبه لخدمة المهتمين من صناع أفلام ونقاد وجمهور المشاهدين. فبينما تم الربط بين تفرد شخصية كل مهرجان وتحقيق النجاح، قال المتحدثون أن العديد من المهرجانات الحديثة تفتقر الى الرؤية وترتكز على الشق التجاري، والذي على الرغم من أهميته  في تمويل المهرجانات، إلا أن ذلك الدور لا يجب أن يطغى على البعد الفني للمهرجانات السينمائية.  كما ينعكس ذلك على ديناميكيات إدارة مهرجانات الأفلام التي كانت تتميز بالبساطة في التنظيم، وتطورت لتبني نظم بيروقراطية قائمة على التدرج، وهو ما أغدى أكثر تعقيدا ويتطلبه إدارة المهرجان إحترافيا مع زيادة كمية الإنتاج وانخفاض مستوى جودته، بالإضافة الى تعاظم الدور الذي يلعبه التلفزيون والإعلام الرقمي في صناعة الأفلام الحديثة.

هذا وقد أصبح الصحفيون يفتقرون لعامل متعة المشاهدة لدى تغطيتهم للمهرجانات السينمائية، وهو ما كان يميز دورهم في السابق حيث كانت تتاح لهم فرصة الإستمتاع بالأفلام وتنوع الإنتاج، بينما أصبحوا الآن يعملون تحت ضغط دائم ليتمكنوا من تسليم المواد الخاصة بهم وفقا لجداول زمنية ضيقة تؤثر على نوعية المحتوى الذي يقدمونه.

كما أصبح الرعاة يلعبون دورا هاما في استمرارية المهرجانات، حيث بدأت إدارة المهرجانات السينمائية فهم أهمية التسويق للعلامة التجارية الخاصة بمهرجانناتهم، بالتوازي مع دورهم الأساسي وهو البحث عن الموهبة.