العدد 3637
السبت 29 سبتمبر 2018
banner
لا تتركوا البرلمان لغير أهله
السبت 29 سبتمبر 2018

تطلعت يوم أمس بسعادة وغبطة لصور القضاة الأربعة عشر الجدد، واللذين اهتمت الصحف المحلية بنشرها بعد قرار تعيينهم، ونيلهم الثقة الملكية السامية من عاهل البلاد المفدى.

هذه الحالة الصحية والأنيقة والمبشرة بالخير تحمل دلالات نهضة الأمم وصعودها على سواعد أبنائها، فعلاوة على أن القضاة المعينين كلهم مواطنون، فهم من فئة الشباب، والبلد بحاجة اليوم، لعنفوانهم، أكثر من أي وقت مضى.

ولطالما أثار دهشتي، وأنا أتتبع بين الحين والآخر أخبار العالم المختلفة والمتنوعة بأن الكثير من القياديين على كافة المستويات السياسية والثقافية والعسكرية، بتلك البلدان، هم من الشباب، ومنهم من لم يتخط الثلاثين من العمر، رغم عظم مسؤولية المنصب.

تلك أوطان تثق بشبابها، تفتح الأبواب على مصراعيها لهم، تشجعهم، وتدعمهم، وتهمس بأذانيهم بالحرف “قدموا ما لديكم”، وهو ما نحتاجه ها هنا.

وبتتبعي للحراك الانتخابي المتصاعد، لفت انتباهي كثافة الترشح الشبابي، سواء للبرلمان، أو للمجالس البلدية، بمؤشر إيجابي، يعكس نضج التجربة الديمقراطية، ونضج الشباب لأن يدلوا بما لديهم، بعيدا عن التقوقع، واللامبالاة، وترك الساحات لمن يفقدون الأهلية، والتخصص، والقدرة على تقديم المكتسبات.

أشجع هنا، على أن يكون برلمان 2018 شبابي بامتياز، برلمان يفور بحماستهم، وذكائهم، وإقبالهم على الحياة، وبحالة لا تبتعد عن المجالس البلدية نفسها، والتي يتطلب من أعضائها الحركة المستمرة، والوصل مع الناس، والعمل الدءوب، والشباب هم الأقدر لذلك.

انتخبوا الشباب، وامنحوهم الفرصة، ولا تنسوا –بالمقابل- أصحاب الخبرات، ممن خدموا البلد سنين طويلة، فنحن لا نقصي أحدا هنا، لكننا نرى بالشباب عطاء مغايرا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .