تدشين كلية (vatel) الفرنسية لإعداد الكوادر الوطنية بمجال الفندقة، خطوة مميزة في طريق البحرنة، وإنجاز يتطلب خطة شاملة لتوظيف الخريجين خلال السنوات الخمس القادمة.

نسبة البحرنة بالقطاع انخفضت من 30 % إلى 16 % بينهم نسبة كبيرة يعملون في وظائف دنيا كالحراسات الأمنية، وهذا التحدي يستدعي خطة مدروسة لإعداد بحرينيين مؤهلين للعمل بمختلف الوظائف الفندقية كالمكاتب الأمامية والحجوزات والتموين والمطابخ والصيانة وتقنية المعلومات والأمن والمبيعات وتدابير الغرف.

ولابد من إشراك جميع الوزارات والجهات المختصة لرسم وتنفيذ الخطة بحرفية ونجاح، وذلك بدراسة التحديات وفرص النجاح وربطها بتحقيق هدف استراتيجي وطني يرفع نسبة البحرنة من 16 % إلى 50 % خلال العشر سنوات القادمة.

ومن المهم ربط التعليم الأكاديمي بخطة تأهيل وتثقيف الطلبة بالمرحلة الثانوية، لتوعيتهم بالفرص الواعدة وتصحيح النظرة المغلوطة بأن الفنادق مجرد حانات تباع فيها الخمور، فهي قطاع سياحي حيوي يسهم بالناتج المحلي ويستقطب العوائل الخليجية التي تشكل 80 % من السياح، والموظف البحريني بأي قسم بالفندق يشكل عنصر جذب للسائح، ولا مجال لمقارنته مع الموظف الأجنبي، خصوصا مع تنامي سياحة الفنادق ووجود منتجعات وشقق فندقية مميزة تقبل عليها العوائل الخليجية أكثر من الفنادق، كما يزداد الإقبال عليها فترة الإجازات من قبل البحرينيين.

على وزارة الصناعة والتجارة والسياحة الإسراع بتطوير قاعدة بيانات إحصائية دقيقة عن السياح والزائرين تشمل منافذ الدخول والجنسية ومعدل ليالي المبيت ومعدل الإنفاق السياحي والفئات العمرية ونسبة العوائل منهم، وربط بياناتها بكل المنشآت السياحية لتشجيعها على تطوير خدماتها بجودة تلبي رغبات السائح الخليجي، ومن الضروري تطوير وتنويع البرامج الترفيهية بالفنادق بالتزامن مع فترة المهرجانات والفعاليات السياحية مثل “الفورمولا 1، ومهرجان الطعام، ومهرجان البحر، وموسم الأنشطة الثقافية، ومعارض التسوق”، ونقترح إطلاق حملة وطنية لتوظيف الشباب البحريني بالفنادق، ومنحهم فرصا تدريبية ورواتب مجزية تؤهلهم للوظائف القيادية خلال خمس وسبع سنوات من العمل بشرط كفاءة الأداء.

الحملة الوطنية وتنفيذ خطة بحرنة الفنادق مشروع وطني رائد يستحق الرعاية، آن الأوان لإدارة وتطوير هذا القطاع الحيوي بسواعد بحرينية شابة.