+A
A-

معرض العين للكتاب يناقش كتاب "من أين يأتي غذاؤنا"

تحت رعاية  الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة العين، تختتم اليوم الثلاثاء  فعاليات الدورة العاشرة من معرض العين للكتاب الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، في مركز العين للمؤتمرات.

وعقد أمس نادي "كلمة" للقراءة ندوة نقاشية عن كتاب "من أين يأتي غذاؤنا على خطى ڤاڤيلوڤ في محاربة المجاعة" للكاتب الأمريكي غاري بول نبهان، ومن ترجمة مشروع "كلمة"، وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض العين للكتاب، وتحدثت فيها ندى زهير أبو الأديب مدير إدارة التغذية المجتمعية في شركة صحة – أبوظبي، وشارك فيها كلاّ من عيسى الشامسي، وأمجد جرار محاضر في كلية الأغذية والزراعة، وعوشة الخيلي وريم البلوشي خريجتي كلية الأغذية والزراعة.

واستهلت الندوة ندى زهير أبو الأديب بتقديم ملخص عن الكتاب قائلة "يعود موضوع الغذاء ليحتل مكان الصدارة على لائحة الاهتمامات الأساسية. فإنتاج الغذاء بالطرق الصناعية كان يقوم بالاعتماد المباشر على وقود المتحجرات "الأحفوري" وقد نجح بصورة مذهلة على المدى القريب. أمّا على المدى البعيد، فمثل هذا الاستخدام للطاقة الرخيصة في استهلاك كميات غير محدودة من المياه، وتسرب المواد الكيمائية إلى التربة أدّى، كما توقع الكثيرون، إلى انتشار هاجس بأن ذروة استهلاك النفط أصبحت ترتبط الآن بذروة استهلاك المياه، وهذه ترتبط بذروة خصوبة التربة، ولهذا يرتبط الأمر بذروة توفر الغذاء. وما نلبث أن نصل إلى ذروة الاستهلاك، وذروة النمو السكاني".

ولفتت أبو الأديب إلى أنّ علماء الوراثة النباتية في العالم ينظرون إلى العالم الروسي فافيلوف باعتباره بطلاً خالداً، ومؤسساً لمفاهيم الاستنبات الحديث للمحاصيل. موضحة "يعتمد مستقبل الأمن الغذائي في العالم على بذورٍ ضئيلة الحجم تنتشر في الحقول والبساتين، في سنة 1943، كان عالم النبات الروسي العظيم نيكولاي ڤاڤيلو ، وهو من  أوائل العلماء الأفذاذ الذين أدركوا هذه الحقيقة، يواجه الموت جوعاً في أحد السجون السوفييتية. وفي السنوات التي سبقت اعتقاله بأمر من ستالين - ليكون كبش الفداء الذي  ألقيت على عاتقه تبعات المجاعات المتكررة التي شهدتها البلاد - كان ڤاڤيلوڤ قد ارتحل إلى القارات الخمس،  وجمع مئات الآلاف من البذور في جهود مضنية لتحديد مراكز التنوع الإحيائي الزراعي في العالم القديم ووقاية البشرية من شر المجاعة.

وتابعت أبو الأديب "في عصرنا الحالي قام عالم ميداني بارز آخر بتعقب خطوات ڤاڤيلوڤ. ففي كتاب (من أين يأتي غذاؤنا) يسرد غاري بول نبهان قصة رحلات ڤاڤيلوڤ الاستثنائية بكل ما تضمنته من استكشافات للمناطق الزراعية الثرية بالتنوع الإحيائي على الأرض مع تقييم للثقافات التي تقف وراءها؛ حيث يتعقب المؤلف مسارات ڤاڤيلوڤ من المكسيك وغابات الأمازون الكولومبية إلى جبال بامير الجليدية في طاجاكستان، ويرسم بذلك صورة مشوقة للتغيرات التي حصلت منذ عهد ڤاڤيلوڤ ويشرح أسبابها.  ويبين نبهان في رحلاته كيف أن التغيّرات المناخية، وسياسات التجارة الحرة، والهندسة الوراثية، وخسارة الخبرات والمعرفة التقليدية تهدّد مستقبل مواردنا الغذائية. ويكشف كيف انحسر هذا التنوع، وكيف يتعاون الفلاحون والعلماء في شتى أنحاء العالم الآن لتوفير عناصر المرونة والأمن الغذائي لمجتمعاتهم".

كما ناقش المشاركون في الندوة فصول الكتاب والتي تتناول موضوعات؛ الجفاف واختفاء التنوع: وادي بو، من سلة الغذاء إلى شبح المجاعة: سوريا ولبنان، واحات النخيل ومحاصيل الصحراء: المغرب، البحث عن الغذاء بعد المجاعة: أثيوبيا، إعادة اكتشاف أمريكا والنجاة من العواصف الترابية: جنوب غرب الولايات المتحدة، الغابات المقطوعة والبذور المفقودة: سييرا مادري، في أعماق غابات الأمازون الاستوائية، ورحلة الاستكشاف الأخيرة.

واختتم معرض العين للكتاب فعالياته أمس بالعرض الموسيقي "مقامات عراقية" على العود للفنان صبار اللهيبي.