+A
A-

الصراعات النفسية تشعل ثاني أيام "ملتقى المونودراما"

هد اليوم الثاني من "ملتقى المونودراما" الذي ينظمه بيت المسرح في جمعية الثقافة والفنون بالدمام أمس الثلاثاء تقديم ثلاثة عروض بدأت بمسرحية "غوايات البهاء" لفرقة النورس من تأليف موفق مسعود وتمثيل وإخراج كميل العلي الذي استطاع أن يلفت الانظار لموهبته في التمثيل والإخراج على حد سواء، حيث تناول العرض الصراع النفسي لدى بطل العرض الذي جسد مفارقات الحياة بين الطفولة البريئة وتجبر الديكتاتور الذي يشك في جميع من حوله لدرجة ان يراهم كالجرذان.

وأبدع مخرج العمل في استخدام المؤثرات الضوئية والصوتية والحركة المسرحية، زاد عليها إبداع الأداء الجسدي للمثل.

وفي الندوة التطبيقية التي أدارها فيصل الدوخي أشاد أغلب الحضور بمستوى العرض وتكامل عناصره، مشيرين إلى أن الممثل لو لم ينشغل في الإخراج لكان أبدع بدرجة أكبر، فيما أكد بطل ومخرج المسرحية كميل العلي بأنه اضطر للتصدي للإخراج مضطرا لعدم توفر مخرج يقف بجانبه في هذا العمل، ولرغبته الشديدة في المشاركة في الملتقى.

وقال بأن سبب اختياره لنص الكاتب السوري موفق مسعود رغم صعوبته يعود للغموض الذي يكتنفه لدرجة جعلته ينجذب له، فيما لا زال يجهل هذا السر الذي جعله ينجذب له دون سواه.

وفي العرض الثاني قدمت فرقة همسات شهرزاد مسرحية "وجود" تمثيل علي الجلواح، وتأليف نصار النصار، وإخراج مريام بوخمسين، تناولت فيه ما يعيشه بعض الشباب من اهتمام في تفاصيل مادية سطحية والابتعاد عن الجوهر في العلاقة النفسية والاجتماعية، حيث يجد بطل المسرحية نفسه فاقد للذاكرة وسط مكان اشبه بالعدم، ليحاول أن يسترجع شريط حياته ليلاحظ بأن هناك تفاصيل مكتوبة على جسده لا تعدو عن كونها لماديات كسيارة رياضية وسفر ونقود، فيما لا يجد أي شي يرمز لشخصيته واسمه، ليتيقن بعدها بأنه أضاع عمره في الجري خلف تفاصيل باهته فيما تجاهل نداء أقرب اصدقائه له في وقت حاجته ليتفاجأ بعد عودته من أحد أسفاره بأن صديقة توفي بعد معاناة مع المرض.

وفي الندوة التطبيقية الخاصة بعرض "وجود" والتي أدارها عقيل الخميس اتفقت أغلب المداخلات على أن الممثل استطاع أن يسيطر على مساحات العرض من خلال أداءه الحركي وصوته، فيما تمكنت مخرجة العمل ومصمم الإضاءة والمؤثرات الصوتية من الانسجام مع بطل المسرحية لتقديم لوحات جمالية إبداعية.

أما العرض الثالث والاخير فقد حمل عنوان "بارانويا" من تقديم فرقة بلاك لايت وتمثيل محمد جميل، وتأليف عباس الحايك وإخراج صقر القرني، وتناولت معاناة موظف مع مديره المباشر المصاب بجنون العظمة والمزاجية في التعامل مع مرؤوسيه، مما جعل بطل المسرحية يدخل في حالة قلق شديد خوفا من تصرفات المدير المفاجئة التي حولت حياة جميع الموظفين لجحيم لا يطاق.

واختتم اليوم الثاني بالندوة التطبيقية لعرض "بارانويا" أدارها أحمد الجشي تناقش فيها الحضور حول عنوان المسرحية الذي جعل البعض يبحث عن معناها، فيما تسأل البعض عن المصاب بمرض البارانويا في العرض، هل هو الموظف أم المدير، فيما اتفقت بعض الاراء على أن أغلب المخرجين في أعمال المونودراما يغيبون عن العرض ليظهر الممثل، إلا أن في هذا العرض ظهر المخرج والممثل على حد سواء.