العدد 3643
الجمعة 05 أكتوبر 2018
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
قصة الوزير... والمواطن!
الجمعة 05 أكتوبر 2018

أعطى طالب مدرس اللغة العربية نصاً مكتوبا، وزعم أنه له، فقال له المدرس: الكلمات رديئة ينقصك الخيال وحسن التعبير، فقال له الطالب: إن هذا النص يعود لجبران خليل جبران! الأديب الذي طلبت منا حفظ سيرته، يومها تعلم الطالب أن اسم الفرد أحيانا له وقع أكثر من كلماته وأفعاله!

من النوادر أن الإمام الشافعي، وقيل أبا حنيفة، كان يجلس مع تلامذته في المسجد، وكان يمد رجليه بسبب آلام في ركبته، ودخل عليهم رجل عليه إمارات الوقار والحشمة، فما كان من أبي حنيفة إلا أن سحب رجليه إلى الخلف احتراماً لذلك الشيخ الوقور، وقد كان يعطي درساً عن دخول وقت صلاة الفجر، وكان الشيخ الوقور يراقبهم من طرف خفي، فقال للشافعي دون سابق استئذان: يا شافعي إني سائلك فأجبني، فشعر الشافعي أنه أمام عالم رباني ذي علم واسع واطلاع عظيم فقال له: تفضل واسأل فقال الرجل: أجبني إن كنت عالما يُتَّكل عليه في الفتوى، متى يفطر الصائم؟ ظن الشافعي أن السؤال فيه مكيدة معينة أو نكتة عميقة لا يدركها علمه، أجابه على حذر: يفطر إذا غربت الشمس، فقال الرجل بعد إجابة الشافعي ووجهه ينطق بالجدِّ والحزم والعجلة وكأنه وجد عليه حجة بالغة وممسكاً محرجاً: وإذا لم تغرب شمس ذلك اليوم فمتى يُفطر الصائم؟! وبعد أن تكشّف الأمر وظهر ما في الصدور وبان ما وراء اللباس الوقور قال الشافعي قولته المشهورة التي ذهبت مثلاً “آن للشافعي أن يمد رجليه”.

وهكذا الكثير من الناس، الأولى بهم أن يصمتوا لأنهم عندما يتكلمون يفشلون، وصدق أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حيث قال: المرء مخبوء تحت لسانه فإن هو تكلم ظهر. وهو القائل: الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام.

وقيل إن رجلاً أنيقاً (ولعله كان وزيراً وتاجراً) وقف أمام سقراط، وأخذ يتباهى بملابسه، فقال له سقراط: تكلم حتى أراك.

كن على حذر، ففي بلادنا أناس يبحثون عمن يواسيهم لكثرة همومهم لا عمن يستهزئ بهم دون اعتذار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية