+A
A-

إيران.. محلات الصرافة ترفض شراء الدولار أو بيعه

لم تعد المواقع الإخبارية والقنوات الإعلامية الإيرانية تعلن منذ نحو يومين، عن أسعار العملات الأجنبية، في الوقت الذي أزالت فيه مواقع العملات جداول أسعار العملات لديها، في تطور لافت تحاول فيه الحكومة الإيرانية التحكم وفرض سطوتها على سوق الصرف الأجنبي في البلاد.

ووفقًا لوسائل إعلام حكومية، فقد أخذت أسعار صرف العملات الأجنبية، منذ أول من أمس الاثنين أول أكتوبر (تشرين الأول)، بالانخفاض بعدما أقدم البنك المركزي في طهران على ضخ كميات كبيرة من العملات الأجنبية، وخاصة الدولار في الأسواق، لكن التقارير الميدانية من طهران تشير في الوقت نفسه إلى أن معظم محلات الصرافة ترفض بيع العملات الأجنبية خاصة الدولار أو شراءه.

وفي السياق، ذكرت وكالة "إيسنا" الطلابية، عن أحد المصادر، أنه مع هبوط سعر الصرف، في الأيام الماضية، وقلق الناس الناجم عن الأضرار التي تعرضوا لها بسبب العملات التي قاموا بشرائها في الفترة الماضية، فإن سوق العملة منذ اليومين الماضيين واجه موجة بيع للعملة، في حين أن معظم محلات الصرافة والوسطاء لم يكونوا مستعدين لشراء وبيع العملات بأسعار مناسبة.

وأشار المصدر إلى أنه في حين أن معظم محلات الصرافة تمتنع عن بيع العملة، وخاصة الدولار، وأن بعض شركات الصرافة، تقوم فقط بالشراء، فإن سعر الدولار الذي ارتفع إلى 19 ألف تومان (190 ألف ريال) قبل أسبوع، تم تداوله بين 13 ألفًا و14 ألف تومان، كما تم تداول اليورو بنحو 17 ألف تومان، بعد أن كان قد ارتفع سعره إلى نحو 22 ألف تومان.

إلى ذلك يشير معظم الخبراء الاقتصاديين، إلى أن انخفاض سعر صرف الدولار هو انخفاض مؤقت، وأنه سوف يرتفع مرة أخرى مع اقتراب تطبيق الجولة الثانية من العقوبات الأميركية، خاصة العقوبات النفطية، في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم.

في الوقت نفسه، يشير اقتصاديون إلى تأزم الوضع الاقتصادي الداخلي بسبب الغلاء الشديد للأسعار، الأمر الذي أدى إلى توترات سياسية متكررة بين الوقفات الاحتجاجية والإضرابات العمالية، وأخيرًا إضراب سائقي الشاحنات الذي ما زال مستمرًا حتى الآن، والذي أدى إلى شبه شلل في حركة البضائع والسلع الأساسية مما فاقم من الأزمات الداخلية، بعد مواجهته بالاعتقالات الكثيرة للمضربين.

وهو ما يشير إلى أن الانخفاض الأخير في أسعار العملات الأجنبية ليس أكثر من حالة مؤقتة نتيجة الضخ الكبير للعملات الأجنبية الذي قام به البنك المركزي في محاولة لاحتواء أزمة يظن كثيرون أنها لن تنته قريبًا.