العدد 3647
الثلاثاء 09 أكتوبر 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
مؤامرة الربيع العربي... ديمقراطية بوش
الثلاثاء 09 أكتوبر 2018

مؤامرة الربيع العربي كانت تستهدف تدمير الأمة العربية الإسلامية، تحت شعار نشر الديمقراطية، واشتركت فيها الإدارات الأميركية السابقة وإيران وقطر التي كان لديها مشروع تصفية حسابات مع بعض الأنظمة العربية وإسقاطها، بالإضافة إلى الخونة والعملاء الذين عملوا على تسهيل مهمة هؤلاء، وهم ليبراليو السفارات الغربية، أتباع حزب الله والحشد الشعبي والحوثي، والإخوان المسلمون بكل مسمياتهم بالعالم العربي.

وبدأ بوش ذلك المشروع التدميري بالعراق أولا، وهو مشروع التبشير بالديمقراطية بالعالم العربي، وعند النظر إلى ذلك المشروع، علينا أن نستعرض السيناريوهات التي مهدت لهذا المشروع، فبعد دحر قوات المقبور صدام حسين من الكويت، كان من البديهي أن يصبح العراق بلدا ضعيفا، بعد أن تم تطبيق الحصار عليه من قبل الأمم المتحدة، ومنع تحليق طائراته العسكرية، وإيجاد مناطق داخل أراضيه لا يجوز له أن يتعداها، إذا صدام أصبح ممزق الجناح ومكسور المخالب، فلماذا إذا كذبت إدارة بوش وإدارة توني بلير بالقول إن صدام يمتلك أسلحة كيماوية ويجب الإطاحة به، وسوقت ذلك إعلاميا وسياسيا بين صفوف الرأي العام الغربي، ثم تبين لاحقا أنهم كاذبون؟

هناك سيناريوهان بخصوص نشر الديمقراطية بالعراق، طبعا بعد تسويق كذبة وجود أسلحة كيماوية ومن ثم إسقاط نظام المقبور صدام، الأول هو أن إدارة بوش مؤمنة إيمانا كاملا بأن العراقيين سيتعاملون مع الديمقراطية الجديدة ومبادئها وقيمها بتحضر ورقي كبيرين، حتى يكونوا نموذجا عظيما للديمقراطية بالعالم العربي، أما السيناريو الثاني فهو أن إدارة بوش تعلم أن هناك شرائح وأحزاب ومكونات عراقية، ستستغل الديمقراطية لمصالحها وآيديولوجياتها، وبالتالي، فإن العراق سيصبح ضعيفا ممزقا داخليا وخارجيا، حتى إن التزم العراقيون بالدستور وبنوده، وهذا طبعا ما يحدث الآن بالعراق، فالأكراد يستخدمون الديمقراطية لتحقيق مصلحتهم، وبعض الأحزاب تسعى لمصلحتها المذهبية.

وفيما يتعلق بالسيناريو الأول، لا نعتقد أن إدارة بوش كانت تؤمن بذلك السيناريو، أما السيناريو الثاني، فهو فعلا ما كانت تسعى إليه إدارة بوش بتعمد كامل، وهو إضعاف العراق داخليا وخارحيا عن طريق الديمقراطية، ومن خلال جعل كل حزب ومذهب وعرق، يستغل هذه الديمقراطية من أجل مصلحته أولا وأخيرا، وبالنهاية تنصيب إيران وكيلا بالعراق ولاحقا تنصيبها شرطي المنطقة العربية، وما يعانيه العراق الآن وما نراه بأم أعيننا من عجز عن النهوض من جديد، كان كله بسبب فخ بوش، أي “نشر الديمقراطية بالعراق”، وهو الحلقة الأولى من مسلسل تدمير الأمة العربية الإسلامية عن طريق ما يسمى بالربيع العربي وديمقراطيته... وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .