10 سنوات سمان سعت “البلاد” فيها لاصطياد الفساد والتجاوزات والمخالفات بكل ما استطاعت إليه سبيلاً. كان حبرها مشعًّا، وأقلام صحفييها وكتابها مضيئة بآلام الناس والمجتمع وكلماتها طالعة من جوف المجتمع بكل ما يحمل من حلاوة ومرارة.

الخلطة السحرية لـ “البلاد” أنها خالطت محبرة أقلامها دموع المحتاجين والمساكين والمواطنين، فكانت تقف مع الحق كالبنيان المرصوص، وعاشت على قيد الحبر والحياة مع البحرين بكل تفاصيلها، فكانت للصحيفة كلمة حق في كل موقف وبدأت الصداقة مع هذه الكلمة منذ انطلاقتها قبل عشر سنوات ومازالت على قيد هذه الصداقة.

رغم نعومة الأحرف التي تكتب على صدر صفحات الصحيفة وموقعها الإلكتروني إلا أن هذه النعومة نقلت كثيرا من شراسة المعنى وقوة النصوص وقسوة العبارة، ورغم رقة الكلمات المكتوبة إلا أن هذه الرقة ما هي إلا حد الشفرة الحادة التي استطاعت عبرها الصحيفة تقطيع أي فتنة أو مشكلة تتعرض لها البحرين الغالية وأهلها الطيبون.

واستطاعت”البلاد” الاصطياد عبر صقورها الصحافيين من أعلى فضاء الموهبة الكثير من قصص الفساد وقدمتها إلى القيادة والشعب على طبق شهي أرادت من خلاله إشباع المعنى الحقيقي لقنص التجاوزات والمخالفات التي تعتبر آفة أي نظام لا سيما المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه.

وكلما تقادم عمر الحبر على صفحات الصحيفة ازدادت شموخًا وتألقًا. هذا ما عكسته سيرتها المتواضعة التي لم تتجاوز الأعوام العشرة، حيث حققت الصحيفة العديد من الجوائز على المستويات المحلية والخليجية والعربية والعالمية.

وأخيرًا “البلاد” لن تهز فنجانها عن محاربة الفساد، وأملنا دائمًا أن نزرع وردة فوق أسوار ولعنات البغي والطائفية، وأن تكون الصحيفة الضمير المتصل لا المنفصل عن الناس، صحيفة تدعم كل ما ينفع الوطن وكل ما يكسر حقد الشتات والفرقة وتعبِّد الطريق لكل ما يجمع أهل البحرين لكي تبقى أقلامها مشانقَ لكل من تسوّل له نفسه العبث في البحرين وكيميائيتها الاجتماعية.