+A
A-

"الشارقة السينمائي للطفل" يطلع المواهب السينمائية الشابة

عقد مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للطفل في دورته السادسة، التي تنظمها مؤسسة (فنّ)، المعنية بتعزيز ودعم الفنّ الإعلامي للأطفال والناشئة في دولة الإمارات، جلسة حوارية بعنوان "تمكين المواهب"، بهدف تعريف الشباب الموهوبين، بأصول وأساسيات صناعة السينما، وكيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير أعمالهم ، ما يسهم في تنشئة جيل واعٍ قادر على قيادة صناعة السينما في المستقبل.

ويأتي تنظيم الجلسة النقاشية، التي أقيمت في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، ضمن مجموعة من الجلسات الحوارية، التي يقدمها نخبة من أبرز الخبراء السينمائيين العرب والعالميين ومخرجي الأفلام المشاركة في جوائز المهرجان لهذا العام، إضافة إلى عدد من المخرجين الشباب الذين لم يحالفهم الحظ في ترشيح أعمالهم السينمائية.

وأجاب المتحدثون في الجلسة على العديد من الأسئلة المتعلقة بكيفية تجنب الأخطاء التي يقع فيها أصحاب المواهب الناشئة والراغبين في صناعة الأفلام، والسبل الكفيلة بتطوير المواهب الإبداعية الشابة، إضافةً إلى مناقشة العديد من الأفكار والقضايا ذات الصلة بصناعة السينما، كما استعرض المشاركون أبرز الأخطاء الواردة في فيلم "الرومانسية في العصر الحديث"، وفيلم "الفضاء السماوي" وهي من الأفلام التي تم عرضها خلال الجلسة ولم تترشح لجوائز المهرجان، بهدف إتاحة الفرصة لصناعها الشباب الاستفادة من أخطائهم، وتطوير مهاراتهم الفنية عبر النصائح التي قدمها لهم الخبراء المشاركين في الجلسة.

ويطرح فيلم "الرومانسية في العصر الحديث"، قصة حب ساخرة، تتناول طبيعة علاقات الحب المستحيلة والمتغيرة بين الشباب، من خلال تسليط الضوء على قصص حب مختلفة، فيما تدور أحداث فيلم "الفضاء السماوي"، وهو من فئة أفلام الرسوم المتحركة القصيرة، حول قصة صبي صغير تم إرساله إلى الفضاء، حيث استخدم المخرج الشاب، مشاهد مقطعة لكل شخصية وحدث، في إنتاج عملٍ استغرق ثلاثة أشهر.

أسئلة وإجابات

وتضمنت الجلسة النقاشية الإجابة على أهم المقومات التي تصنع مخرج سينمائي ناجح، حيث تباينت الإجابات من قبل المخرجين والمنتجين والممثلين، بين من أرجع ذلك إلى المدرسة الفنية في الإخراج السينمائي التي ينتمي إليها صانع العمل، وبين من عزى ذلك إلى الخبرة الحياتية التي تصقل شخصية المخرج، وتسهم في تشكيل وجدانه، فضلاً عن الدافع وراء صناعة الأفلام. 

وحول كيفية صناعة أفلام حقيقية، أكَد المشاركون أنه لا توجد أعمال سينمائية حقيقية، حيث أن صناع الأفلام والمؤلفين يستلهمون قصصهم من الأفلام السابقة وتجارب الحياة، لافتين إلى أن القصة تنبع من الأفكار والمفاهيم الموجودة في الحياة، إذ أن الطريقة الوحيدة لصناعة أفلام وقصص حقيقية، هو أن يكون المخرج صادقاً مع نفسه ووفياً للقيم التي يؤمن بها.

واستعرض المتحدثون أهمية رصد ميزانيات ضخمة، وتوظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في صناعة الأفلام، لافتين إلى أن التكنولوجيا أقل أهمية من الأسلوب والقدرة على تحويل الأفكار إلى عمل، كما أشاروا إلى أن هناك أساليب وخدع يمكن تطويرها باستخدام تقنيات تكنولوجية محدودة، إلاَ أن الشيء الأهم هو القصة نفسها التي يدور حولها العمل السينمائي، إضافة إلى القدرة على تحقيق أقصى استفادة من الأدوات المتوافرة لدى صناع الأفلام.

وفي ردهم على التساؤل حول المقومات لصناعة فيلم ناجح، أكد المشاركون في الجلسة أن صناعة الأفلام عبارة عن عمل جماعي، يشترك فيه طاقم كبير من الأشخاص المحترفين، ممن يمتلكون مهارات مختلفة للعمل معاً، مثل الموسيقى، تصحيح الألوان، التحرير، والكتابة، والتصوير السينمائي، وغيرها الكثير من المهارات الأخرى، التي يتطلبها العمل السينمائي، إذ يجب على طاقم العمل التعاون معاً بروح واحدة، وبتناغم تام، عبر الاستفادة من مجال تخصصهم في تطوير المنتج النهائي.

وسلَط الخبراء المشاركين في الجلسة الضوء على أهمية حصول أصحاب المواهب على آراء موضوعية ومهنية صادقة، من قبل صناع السينما المخضرمين، الذين شاهدوا أعمالهم وتجاربهم السينمائية الناشئة، باعتبارها أهم الطرق التي يمكن من خلالها لهواة صناعة الأفلام تحسين مهاراتهم، كما تطرقت الجلسة إلى عوامل وأسباب النجاح، حيث أكَد المتحدثون أن النجاح مصطلح نسبي يختلف في تعريفه، كل حسب رؤيته الشخصية.

واختتمت الجلسة بنقاش بين إثنين من صنّاع الأفلام المشاركة، قارنوا خلاله بين توقعاتهم والنتائج على أرض الواقع التي أدت إلى عدم ترشيح أعمالهم، حيث حثَ الخبراء السينمائيين وأعضاء لجنة التحكيم أصحاب المواهب السينمائية على رفع سقف طموحاتهم عالياً، وفهم الواقع الذي يعيشون فيه، وأن يحافظوا على درجة من التوازن بين التوقعات والواقع، من أجل تحقيق التقدم والنجاح في مسيرتهم المهنية.

وشكَلت جلسة "تمكين المواهب"، منبراً حراً لحوار صريح ومنفتح بين صناع الأفلام، وأعضاء لجنة التحكيم، وأصحاب التجارب السينمائية الجديدة، هدفت إلى تعريف السينمائيين الموهوبين بالأخطاء التي يمكنهم تفاديها عند صناعة أفلام أخرى في المستقبل، فضلاً عن إتاحة الفرصة لهم لتطوير وصقل مهاراتهم وإثراء معارفهم بأصول ومعايير صناعة السينما.

ويلعب مهرجان الشارقة الدولي السينمائي للطفل دوراً هاماً في إتاحة الفرصة للسينمائيين الشباب للتعلم من صناع الأفلام المحترفين، وتمكينهم من صقل مهاراتهم لتحقيق النجاح في المستقبل.