+A
A-

باكستان.. اعتقالات واسعة بسبب الاحتجاج على تبرئة "آسيا"

كثفت السلطات الباكستانية حملة اعتقالاتها في صفوف أنصار جماعات دينية من أبرزها حركة لبيك، وجمعية علماء باكستان فصيل فضل الرحمن، في أعقاب المظاهرات العنيفة التي شهدتها باكستان مؤخراً، وذلك على خلفية قرار للمحكمة العليا الإفراج عن سيدة مسيحية تدعى "آسيا بي بي" حكم عليها بالإعدام في قضية تجديف لعدم كفاية الأدلة.

واعتقلت السلطات مئات المشتبه بهم، كما سجلت عشرات القضايا ضد معتقلين وقادة وناشطين من بينهم زعيم جماعة "حركة لبيك يا رسول الله" المولوي خادم حسين رضوي وبعض معاونيه. وتضمنت الاتهامات الموجهة ضدهم التورط في أعمال شغب وتعكير السلم العام، والتعدي على قوات الشرطة وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة والتحريض على العنف.

وجاءت حملة الاعتقالات استجابة لتوجيه من رئيس الوزراء عمران خان ـ الذي يزور الصين ـ إلى وزارة الداخلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المتورطين في أعمال الشغب والتخريب التي تلت قرار المحكمة العليا في قضية آسيا بي بي، وطالبت الوزارة بدورها أجهزة الأمن تقديم تقارير عن سير عملية الاعتقالات.

وأشارت مذكرة لوزارة الداخلية الباكستانية إلى أنها تحترم علماء الدين الذين نأوا بأنفسهم عن العناصر المخربة التي تورطت في أعمال الشغب، وطالبت الوزارة السكان تزويدها بمعلومات وصور ومقاطع تساعد في تحديد هوية المخربين بالتنسيق مع الأجهزة المعنية، وتعهد وزير الدولة لشؤون الداخلية شهريار أفريدي بتعقب كل من روج وحرض على الكراهية بما في ذلك ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

من جانبه، صرح وزير الإعلام فؤاد تشودري أن الدولة لن تنسى أو تتجاهل الخطب التحريضية لقادة المحتجين على العنف وضد القضاء والجيش وأنها سوف تحاسبهم، معتبراً أن ما قاموا به يرقى إلى التمرد، وأضاف الوزير أن الحكومة الباكستانية تعمل على إيجاد حل دائم للإرهاب والتطرف.

وأشار وزير الإعلام الباكستاني إلى أن الحكومة قررت تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي لأنها لا تزال دون قيود، منوها إلى أن إدراجها ضمن نطاق القانون يشكل تحدياً، وفي هذا السياق واستجابة على ما يبدو لطلب من الحكومة الباكستانية قامت منصة التواصل الاجتماعي تويتر بتعليق الحساب الرسمي لزعيم حركة لبيك المولوي خادم حسين رضوي.

وكانت المظاهرات والاحتجاجات اندلعت الأربعاء الماضي في مختلف مناطق باكستان فور قرار المحكمة العليا تبرئة مواطنة مسيحية باكستانية تدعى آسيا بي بي من تهمة ازدراء الدين الإسلامي وإسقاط عقوبة الإعدام عنها والإفراج عنها.

وشلت الاحتجاجات مظاهر الحياة اليومية في العديد من المدن، إضافة لإغلاق العديد من الطرق الرئيسية، وتخلل الاحتجاجات أعمال شغب أسفرت عن إصابة العشرات من قوات الشرطة، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة، قبل أن تتوصل الحكومة إلى اتفاق مع قادة أبرز الجماعات المحتجة ليل الجمعة لإنهاء الاحتجاجات.

وتضمن الاتفاق اتخاذ الحكومة إجراءات فورية لوضع اسم المواطنة المسيحية آسيا بي بي على قائمة الممنوعين من السفر، وعدم اعتراضها على الطعون ضد الحكم الصادر عن المحكمة العليا، والإفراج عن جميع المعتقلين خلال الاحتجاجات.