+A
A-

هذا ما أنفقته شركات الاتصالات اليمنية على الحرب

أنفقت شركات الاتصالات اليمنية، سبأفون، و يمن موبايل وإم تي إن، ما يقارب مليار ونصف المليار ريال خلال أقل من 6 أشهر من العام الحالي للمطالبة باستمرار الحرب في اليمن، بحسب شبكة " محامون ضد الفساد".

وقياساً على هذه الفترة، وعلى مدى ما يقارب الـ 4 سنوات من الحرب، وقيام شركات الاتصالات اليمنية النقالة بتقديم نفس الخدمة الداعمة لاستمرار الحرب، فإن إجمالي ما أسهمت به عبر هذه الخدمة كرسائل تفوق ملياري رسالة، بقيمة تتجاوز 12 مليار ريال يمني.

وقالت الشبكة إن ما يفوق ملياري رسالة خلال 4 سنوات تحث على دعم الحرب كفيلة بتدمير مجتمعات دول عدة وليس مجتمع بلد واحد كاليمن.

وأضافت: "ألم يكن الأحرى على شركات الاتصالات هذه تخصيص هذا الكم من الرسائل للمواطنين اليمنيين وتحديدا الواقعين ضمن جغرافيا الحرب للتواصل مع ذويهم كجزء مما يتوجب عليها من مسؤولية اجتماعية؟!".

سبأفون

وذكرت الشبكة الحقوقية أن هذه الشركات مجتمعة فضلت أن تسهم في دعم استمرار الحرب في اليمن، وتفكيك النسيج المجتمعي اليمني، ولم تراعِ خصوصية المشتركين التواقين إلى يمن بلا حرب، يمن يسوده السلام والأمن والاستقرار بعيداً عن رغبات المتصارعين.

وطالبت الشبكة بإيقاف هذا العبث والدعم الذي تقدمه شركات الاتصالات اليمنية النقالة سالفة الذكر، أياً كان ما سيصدر عنها من مبرر ضغوط فهي محكومة بقانون وليس برغبة وتوجيه من طرف أو جماعة.

وشددت الشبكة الحقوقية على أن شركات الاتصالات هذه مطالبة وبأسرع وقت بالاعتذار للمجتمع اليمني عما أسهمت به لدعم استمرار الحرب، علاوة على أنها ملزمة بجبر الضرر الذي تسببت به من خلال ما تبثه من رسائل تدعو لبقاء الحرب في اليمن، وتؤيد الحرب وتشرعن لها من خلال رسائلها التي توحي بأنها تحتفي بالحرب واقتتال اليمنيين وتدمير البلد، وهذا الحق لا يسقط عليها بالتقادم ولا يمكن التغاضي عنه كونها غدت طرفاً في تأجيج الحرب في اليمن، ويجب أن تُدرج ضمن قائمة مُعرقلي عملية السلام والخروج من حالة الحرب إلى فضاء السلام والاستقرار.

وأعلنت الشبكة أن المعلومات التي تقدمها عن تورط شركات الاتصالات اليمنية في الترويج للحرب هي بمثابة بلاغ رسمي وعاجل للأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى اليمن، وكل الجهات الدولية الداعمة لإحلال السلام في اليمن لاتخاذ الإجراءات القانونية وبصورة عاجلة تجاه هذه الشركات التي غدت جزءاً من منظومة تأجيج واستمرار الحرب وإفشال السلام، ونحمل المبعوث الدولي إلى اليمن كامل المسؤولية على تجاهل هذا البلاغ.

يمن موبايل

وأوردت الشبكة معلومات مفصلة عن الدور الذي لعبته كل شركة من الشركات الثلاث في الترويج للحرب.

وأفادت الشبكة أن شركة سبأفون اليمنية للهاتف النقال، وخلال الفترة من يونيو/حزيران إلى نوفمبر/تشرين الثاني، وصل عدد الرسائل التي بعثتها لكل مشترك على حدة 18 رسالة تدعو فيها لدعم المجهود الحربي والتعبئة الشعبية والتصنيع العسكري وغيرها، أي بمعدل رسالة كل 7 أيام و16.5 رسالة تدعو فيها لدعم استمرار الحرب وقتل اليمنيين بعضهم بعضا.

وأرسلت الشركة ما يزيد على 72 مليون رسالة نصية لمشتركيها الذين يقدرون بأكثر من 4 ملايين مشترك، خلال نفس الفترة، وهذه الرسائل وبأي شكل من الأشكال تؤيد استمرار الحرب في اليمن غير مبالية بما وصل إليه اليمن من سقوط مريع، حتى صار ضمن قائمة أخطر 10 بلدان على مستوى العالم على حياة البشر.

وبلغ ما أسهمت به شركة سبأفون للهاتف النقال لدعم استمرار الحرب في اليمن خلال فترة 4 أشهر و19 يوماً فقط من 2018 أكثر من 288 مليون ريال يمني، وبعثت الشركة بأكثر من 72 مليون رسالة تدعو اليمنيين وتحضهم على الاقتتال من خلال رسائلها الداعية لدعم الآلة العسكرية التي تقتل اليمنيين وتدمر البلد.

وشركة يمن موبايل للهاتف النقال هي الأخرى أحد الأطراف الداعمة لاستمرار الحرب في اليمن، وخلال فترة لا تتجاوز 6 أشهر من 2018 أرسلت إلى كل مشترك من مشتركيها على حدة حوالي 40 رسالة تدعو لدعم التصنيع والمجهود الحربي وغيرها مما يتصل بالحرب.

حوالي 200 مليون رسالة دشنتها شركة يمن موبايل لمشتركيها الذين يزيدون على خمسة ملايين مشترك خلال مدة لا تتجاوز 6 أشهر، بمعدل رسالة كل 4 أيام و6 ساعات تدعو فيها لدعم استمرار الحرب في اليمن.

شركة "إم تي إن" هي الأخرى لم تشذ عن سابقتها بل تقوم بنفس الدور، وخلال ذات الفترة أسهمت بما يربو على 250 مليون ريال يمني لدعم استمرار الحرب في اليمن عبر إرسالها رسائل لمشتركيها الذين يزيدون على 3.5 مليون مشترك تدعوهم للتبرع للتصنيع والمجهود الحربي.