العدد 3680
الأحد 11 نوفمبر 2018
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الشعوب تريد خبزا لا سياسة
الأحد 11 نوفمبر 2018

وفروا الطعام والدواء والسكن ولن تصدعوا رؤوسكم بعدها بالانتفاضات والثورات والمؤامرات الداخلية والخارجية، هذه الصرخة العصرية اليوم التي لا تريد الدول تصديقها وتضيع وقتها بالسياسة والأحزاب وتجار السياسة المستفيدين من تذاكر السفر والإقامة بالفنادق.

أثبتت الشعوب بالعالم من أميركا للبحرين أنها ملت ويئست من السياسة وتريد اقتصادا وتنمية وبناء وإعمارا ورفع مستوى المعيشة، ولم تعد الشعوب تهتم بالانتخابات والأحزاب والبرلمانات بدليل تراجع نسب هذه العمليات إلى أقل من 30 % بأغلب الدول، آخر أرقام ما توقعه البعض من سقوط مدو بالانتخابات النصفية الأميركية حيث توقع الديمقراطيون وإعلامهم المنحاز بالسي إن إن والنيويورك تايمز أن يفقد ترامب مجلسي الشيوخ والنواب وربما يطاح به، لكن الصدمة بفوز الديمقراطيين بالنواب وبنسبة لا تعيق ترامب وفوز الجمهوريين بمجلس الشيوخ، أثبت هذا الأمر أن الأميركيين لا تعنيهم السياسة التي بذلها الديمقراطيون فجاءت النتائج مخيبة، وثبت أن السياسة لا تعني الشعوب أينما كانت بل التنمية والرخاء وهذا ما أثبته الأوروبيون والآسيويون والأفارقة ونحن بالبحرين كذلك.

لم أر اهتماماً بالشارع للسياسة، بل لم أر حماساً للمرشحين ولا لبرامجهم، ما يطغى بالشارع أو يمثل أولوية أينما تذهب بالمجالس والمقاهي والأندية والبيوت هو التقاعد الاختياري وتحسين مستوى المعيشة بعدم المساس بمكتسبات المواطن، فلا يمكن تخيل المواطن البحريني لو أجريت استفتاء إذا كان يريد برلمانا أو يريد زيادة بالرواتب فستعرف الجواب دون مشقة، ولو سألت البحريني تريد دواء بالمركز الصحي أم التصويت لشقيقك أو عمك أو أخيك فسوف يجيبك، لا والله أريد توفر الدواء، هذه النتيجة أتمنى من الدولة أن تعتني بها وتأخذها بالاعتبار وهي فشل السياسة ونجاح التنمية وبالتالي لم تعد تعني المواطن الأحزاب والبرامج والكتل السياسية التي تستفيد منها طبقة مرتزقة نعرفها من الأزمات التي مررنا بها واستثمرت السياسة بسفرات ونزهات وجولات خارجية، فيما الوطن يئن تحت ضغط الأوضاع الدولية والأزمات النفطية والمالية، ورغم ذلك مازلنا غارقين بالسياسة ولم نتعلم أن التنمية هي الأساس، وهذا ما ستثبته الشعوب حين تتخلى عن الدول السياسية وتلتحق بالدول التنموية، المقصود من هذا الرمز أننا نريد أن نأكل ولا نريد أحزابا وشعارات ومرتزقة يستغلوننا للسفر والسياحة.

 

تنويرة:

في السياسة صديقك اليوم عدوك غدا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية