العدد 3685
الجمعة 16 نوفمبر 2018
banner
اليوم الدولي للتسامح
الجمعة 16 نوفمبر 2018

التسامح من الصفات الإنسانية التي يتميز بها كل شخصٍ عن الآخر في حُبه للناس، وكلما زاد في ذلك زاد حُب الناس لهذا الإنسان الذي يتميز بتسامحه وحُسن عدله في التعامل مع الآخرين. ولأهمية التسامح أصدرت منظمة اليونسكو قرارًا في 1995م بجعل يوم 16 نوفمبر يومًا للتسامح بين البشر من أجل نماء الإنسان وحريته وتقدمه، فالله سبحانه وتعالى خلق الأرض للجميع وساوت جميع الأديان السماوية بين البشر لا اختلاف بينهم إلا بقدر عطاء كل منهم لهذه الأرض وبشرها.

إن التسامح ليس مجرد احتفالية سنوية، بل جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، ومدرسة إنسانية وثقافية وأدبية يتعلم فيها الإنسان احترام وقبول الآخر بتقدير التنوع الإنساني بكل ألوانه وأعراقه وثقافاته، وصولًا إلى الحياة معًا في عصر جديد خال من الكراهية والعُنف والتغابن من خلال تنظيم الحوار وتبادل الآراء الذي يُحقق المساواة والسلام بين ربوع الأرض التي أهلكتها النزاعات ودمرتها الانقسامات، ومن أجل ترميم ما حدث للأرض والبشر ولتعزيز مبدأ التنوع الإنساني كونه ملتقى للثقافات والحضارات النقية وحصنًا لصد الهجمات الإرهابية التي فككت اللحمة البشرية، ومع اختلاف التنوع الإنساني، إلا أن ما يجمع بين أفراد الأرض المستقبل المشترك، وهذا التنوع زاد للإبداع وقوة للابتكار وساحة للتعاضد كأسرة واحدة.

وقد عبدت مملكة البحرين أرضها لتكون أرضًا خصبة للتسامح، فيتعلم البحريني مبادئ التسامح من بيته ومدرسته ومجتمعه، ليكون مُتسلحًا بفكر التسامح ومُتمكنًا مِن الحياة مع الآخر، ولتحقيق أهداف التسامح تم إنشاء (مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي) بموجب الأمر الملكي رقم (15) لسنة 2018م برئاسة د. الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، كما تم مؤخرًا تدشين (كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي) في جامعة (سابيانزا) الإيطالية وهي فكرة بحرينية سبقت بها البحرين جميع الدول.

هذا التوجه يؤكد ما تقوم به مملكة البحرين من نشر منهج التسامح والتعايش السلمي، بجانب إيمانها بأن التسامح عمل إنساني ورسالة تُؤلف بين قلوب البشر وتمنحهم قوة الوجود.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية