العدد 3685
الجمعة 16 نوفمبر 2018
banner
العنف المدرسي ومستقبل التعليم
الجمعة 16 نوفمبر 2018

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه أحد الطلبة “المتنمرين” وهو يعتدي على زميل له في الفصل ويحاول هذا الأخير الفرار من بطش المتنمر لكن دون جدوى، كان التساؤل هنا لماذا لم يقم المعلم بواجبه الوظيفي والإنساني؟ أو كما جاء في تقرير وزارة التربية والتعليم لماذا لم يبلغ عن الحادثة خصوصا أنها كانت أثناء الدوام المدرسيّ وهذا ما يبعث على الدهشة والاستنكار.

بودنا الإشارة إلى أنّ مثل هذه الحادثة ليست أمر جديدا على واقعنا التربوي، فهناك العديد من حالات الاعتداء التي تجري دون الإشارة إليها لأنّ أحدا لم يوثقها بأية وسيلة كما تم للحالة الأخيرة، وتندرج هذه الحالة ضمن ما بات يعرف بالتنمر المدرسيّ، وكان في العقود السابقة لا يتجاوز إطلاق الألفاظ البذيئة أو ما يسمى اليوم بالعنف اللفظيّ، ظاهرة مؤسفة بكل تأكيد أن يتنامى العنف إلى الاعتداء على جسم الطلاب وما قد يعرضهم إلى الأذى وربما إلى العاهات المستديمة، ورغم أنّ وزارة التربية اتخذت الإجراءات الرادعة بحق جميع المتورطين في القضية إلاّ أنّ الحاجة تستدعي توفير الحماية للطلاب لما يخلفه الأمر من آثار على الواقع التربوي والمجتمعيّ برمته.

هناك حالة شبيهة بالتنمر ونحسب أنّها لا تقل عنها خطرا تتمثل في الاعتداء والتطاول على المعلمين، والمحزن أنه لا يمكن وضعها في خانة الحالات الفردية لأنها أضحت متكررة باستمرار ولأتفه الأسباب وهي عائدة إلى غياب التربية من قبل أولياء الأمور، أضف إليها نظرة المجتمع إلى المعلم التي هي على النقيض تماما لما كانت عليه قبل سنوات، وحسب وجهة نظر المشتغلين في قضايا التربية والتعليم، إنّ مثل هذه الظواهر تشكل خللا في التربية وفشلا في النظام التعليمي والأخلاقي في مدارسنا، وهناك من يحذر بقرع جراس الإنذار ولابدّ من تدارك الوضع التربوي وإلاّ فإنّنا مقبلون على وضع في غاية الخطورة يهدد النظام التربوي.

ويبقى أن نلفت نظر القائمين على التربية والتعليم لإعادة النظر في اللوائح والأنظمة التي تبدو لنا إمّا غير مفعلّة أو أنها غير رادعة بما يكفي.

“الاعتداء والتطاول على المعلمين يشكل خللا في التربية وفشلا في النظام التعليمي والأخلاقي في مدارسنا”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية