العدد 3688
الإثنين 19 نوفمبر 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
مؤامرة الربيع العربي... مصر والكسرويون
الإثنين 19 نوفمبر 2018

من ينكر أن الغرب هو من صنع ودعم ورعى وصول ما تسمى بالثورة الإسلامية في إيران فهو إما ساذج أو أنه يعيش بعالم تحت الأرض، فإعادة إحياء أمجاد وتراث المجوس تغلفت بغطاء إسلامي، وأنتجت ثورة عرقية طائفية نتنة، أرادت إخضاع العرب إلى العبودية الكسروية كما كان الوضع قبل الإسلام. هذه الآيديولوجية استهوت الغرب ووجدوا فيها سيفا يقطعون به أوصال العالم العربي، في الوقت الذي يبتسمون فيه لنا بالعلن، والكسرويون يعرفون أنه بدون مساعدة الغرب، لن يستطيعوا تحقيق مبتغاهم باحتلال العالم العربي، لهذا فإن تقاطع المصالح بين الكسرويين والغرب تمثل بشكل واضح من خلال مؤامرة القرن المسماة بالربيع العربي.

فبوش نجح في تقطيع أوصال العراق العظيم، من خلال ديمقراطيته ودستور بريمر، حيث شل العراق وعطله عن القيام بواجبه العربي والإسلامي، وبدل ذلك أصبح ولاء أعضاء البرلمان وأعضاء الحكومة للحزب والطائفة أولا وأخيرا، وضاع العراق العظيم بسبب مؤامرة الربيع العراقي، ومن ينكر ذلك فإن الأنعام تتمتع بقدر من الاستيعاب أكثر منه.

إيران بعهد الإدارة سيئة الذكر، أي إدارة أوباما، حققت جزءا كبيرا من آيديولوجيتها الكسروية، بفضل مؤامرة القرن التي قادها أوباما ورفيقة مؤامراته هيلاري كلنتون، فقد سيطر الكسرويون على العراق العظيم واليمن بفضل الربيع العربي، بينما تصدت الأمة العربية الإسلامية لهم بالخليج وطردتهم منه، لكن الحلم الأكبر للكسرويين كان احتلال مصر أو على الأقل إيجاد موقع لهم بالخارطة المصرية، وذلك لن يتحقق إلا بوصول موجة مؤامرة الربيع العربي إلى مصر العروبة. لهذا، فإن نجاح ديمقراطية مؤامرة الربيع العربي في مصر واستمرار المعتوه مرسي بالحكم، ستمكن الإخوان من إدخال الطورانيين والكسرويين إلى مصر بكل حرية، وستحقق لطهران حلم أجدادهم المجوس بإعادة احتلال مصر من جديد، مستغلين الديمقراطية والحرية لتسويق ما يسمى بالعظمة والكبرياء الكسروي بين أوساط السذج العرب، ومنها أنهم هم من بنوا القاهرة لأنهم ورثة الدولة الفاطمية، وأنهم هم من بنوا الأزهر الشريف، وسيسيطرون عليه على مدى سنوات طويلة، في حال نجاح ديمقراطية مؤامرة الربيع العربي طبعا، وأنهم هم محور المقاومة الإسلامية الذي يتصدى لإسرائيل، وسيتم أيضا البدء بنشر مذهبهم (الخمينية) بين أوساط المصريين، ومن ثمة الادعاء بأنه أحد المذاهب الإسلامية بعد المذهب السني والشيعي، لهذا فإن الكسرويين كانوا يقاتلون من أجل نجاح مؤامرة ربيع مصر لتحقيق كل ذلك. وللحديث بقية.

“كانت مؤامرة الربيع العربي في مصر واستمرار المعتوه مرسي بالحكم، ستمكن الإخوان من إدخال الطورانيين والكسرويين إلى مصر بكل حرية، وستحقق لأسياد طهران حلم أجدادهم المجوس بإعادة احتلال مصر من جديد”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .