+A
A-

بأول زيارة له بعد الاستفتاء..ما هي رسائل بارزاني لبغداد

تباينت آراء المراقبين حول الرسالة التي أراد أن يوصلها رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود بارزاني من خلال زيارته إلى بغداد، خاصة أنها تعتبر الأولى من بعد استفتاء الانفصال من العراق.

ووصل رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، مساء أمس إلى العاصمة بغداد، وكان في استقباله رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي وزعيم تحالف الفتح هادي العامري.

ورافق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني "نجل مسعود بارزاني" في زيارته إلى بغداد.

كما التقى زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال زيارته بغداد، رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وعدداً من القادة السياسيين.
وتأتي هذه الزيارة بعد توتر العلاقات بين بغداد وأربيل، عقب قيام إقليم كردستان بإجراء استفتاء في سبتمبر/ أيلول العام الماضي بشأن الانفصال عن العراق، اتخذت بموجبها الحكومة العراقية عدداً من الإجراءات العقابية تجاه أربيل.

مهندس كبير في السياسة

إلى ذلك وصف رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، مسعود بارزاني بقوله "أبو مسرور مهندس كبير بالسياسة على مستوى المنطقة والعالم"، مضيفاً أن أبا مسرور، غني عن التعريف وهو مناضل قديم ومن قادة عمليات التحول الديمقراطي في العراق وإسقاط الدكتاتورية والنضال من أجل الشعب العراقي والكردي.

دعم الكُرد لحكومة عبد المهدي

من جهته جدد مسعود بارزاني دعمه للحكومة التي يرأسها عادل عبد المهدي، مبيناً أن زيارته إلى بغداد هي من أجل تهنئة عبد المهدي بتشكيل الحكومة.

وقال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، إنه ملتزم بالاتفاق الذي تم إبرامه في السابق، مشيراً إلى أنه من أجل بيان حُسن النية فإنه سينادي رئيس الوزراء بكنيته "أبي هاشم" وفي المقابل سيناديه عبدالمهدي "بأبي مسرور".

وتابع بارزاني، أن أبي هاشم "رئيس الوزراء" له دور كبير في صياغة الدستور وبمواقف كبيرة أخرى، مردفاً بالقول "نحن استبشرنا خيراً بتوليه منصب رئيس الحكومة العراقية".

ذوبان الجليد

واعتبر المراقبون، أن زيارة بارزاني بغداد تعد مؤشراً على ذوبان الجليد بين أربيل وبغداد، منذ العام الماضي خلال مناوشات وصلت إلى حد مواجهات مسلحة بعد توترات الاستفتاء الذي عارضته حكومة العبادي، وجابهته بقوة.

وتأتي زيارة بارزاني إلى بغداد في وقت يدور فيه جدل حول قانون الموازنة المالية لعام 2019، واعترض النواب الكرد على المسودة الحالية بإعادة حصة الإقليم السابقة والبالغة 17% بدلاً من 12%، التي كانت أقرتها حكومة العبادي السابقة في الموازنة الاتحادية.

علاقات بغداد وأربيل

وكان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير المالية فؤاد حسين، كشف عن فحوى زيارة بارزاني، مبيناً أنها تتعلق بالتشكيلة الحكومية الجديدة والعلاقات بين أربيل وبغداد.

وأضاف حسين، الذي كان مرشحاً لتولي منصب الرئاسة العراقية، أن القوى العراقية كافة تعتبر زيارة بارزاني واللقاءات التي سيعقدها في بغداد مهمة أيضاً.

وبحسب المصادر، فإن بارزاني سيبحث مع الزعماء العراقيين الخلافات الدستورية وإدارة المناطق المتنازع عليها.

ويشار إلى أن العراق كان استأنف تصدير النفط من حقول كركوك بصورة تجريبية وبواقع 50 ألف برميل يومياً عبر ميناء جيهان التركي، بعد توافق بين بغداد وأربيل.

ويشار إلى أن زيارة بارزاني تأتي قبل يومين من الجلسة المقررة للبرلمان التي يتوقع فيها حضور عبد المهدي للتصويت على باقي الوزراء في مهمة معقدة للغاية.

إنهاء الواقع العسكري في كركوك

وكان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، أكد قبل زيارته إلى بغداد على ضرورة إنهاء الواقع العسكري في مدينة كركوك.

وجاءت تعليقات بارزاني أثناء اجتماعه مع كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في الدورة الخامسة لبرلمان كردستان في أربيل.

وشدد بارزاني على ضرورة إنهاء الواقع العسكري المفروض في الوقت الحالي على محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، واصفاً ذلك بالمرفوض وغير قابل للقبول.

ووفقاً للمادة 140 من الدستور العراقي الذي أقر عام 2005، كان يفترض البت في مستقبل كركوك، والمناطق المتنازع عليها الأخرى، على ثلاث مراحل تبدأ بالتطبيع ثم الإحصاء، على أن يتبع ذلك استفتاء محلي بشأن عائداتها إلا أن ذلك لم ينفذ بسبب الخلافات السياسية.