العدد 3693
السبت 24 نوفمبر 2018
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
تأملات في ذكرى المولد النبوي
السبت 24 نوفمبر 2018

من المؤسف أن نرى الصورة مقلوبة عند الكثيرين ممن يدعي اتباعه النبي صلى الله عليه وسلم، لا تسامح ولا رحمة ولا سماحة، فقدوا الأخلاق الإنسانية النبيلة غير متعظين من رسالته الخالدة ولا نهجه القويم الذي استوعب الناس جميعا على اختلاف مذاهبهم، تركوا الطاعات مستمرين في ارتكاب المعاصي، حتى في يوم مولده!

ليتنا نقتدي بتعاليم ديننا وأخلاق نبينا ونستتفيد من مبادئه الراسخة الجامعة المحبة للخير والإنسانية والرحمة والعدل والوحدة والمساواة، مبادئ يعم باتباعها الخير والسلام والإصلاح في شتى المجالات.

نأمل أن نتعظ من مواقفه، نتخذ منها الدروس والعبر، فهي مصدر قوتنا وثباتنا واتزاننا، وصلاح أمتنا لن يتحقق دون تصحيحها.

في هذا اليوم المبارك جاء الحق وزهق الباطل، وانقشعت ظلمة الجهل وجبروت الجاهلية، لا نريد أن نعود للوراء، فالالتزام بالأخلاق الحميدة يجب أن يكون الأساس كي نسير في اتجاه الحق.

تعيش الأمة الإسلامية اليوم في حالة من التردي بسبب ابتعادنا عن تعاليم ديننا وسنة نبينا، علينا انتهاز فرصة هذه المناسبة في استذكار سيرته، واستخلاص العبر وتطبيقها على واقعنا المظلم كي يرى النور، نحتاج لوقفة صادقة نحاسب فيها أنفسنا عن أخطائنا وتقصيرنا، وإيقاظ نفوسنا من غفلتها لتنتفض من سباتها وتعود إلى طريق الصواب، لنتمكن من إصلاح ما يمكن إصلاحه.

لنجعل هذا اليوم المبارك دافعاً لاستنهاض عزيمتنا وإرادتنا نحو التغيير الجذري لنستعيد مبادئنا وعزتنا وكرامتنا ونحقق النصر في الدنيا والآخرة.

كل عام والأمة العربية والإسلامية بخير وسلام، دعواتنا أن يكون فعلاً هذا اليوم هو نقطة التحول الحقيقية لأوطاننا وشعوبنا الإسلامية، يوم نتمكن بعده من العيش في أمان بعد توحيد صفوفنا وقوتنا وكل إمكانياتنا، محققين آمال أمتنا بنصرة ديننا وإعلاء كلمة الحق، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، ونصرة إخواننا المستضعفين في سوريا وسائر بلاد المسلمين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية