العدد 3694
الأحد 25 نوفمبر 2018
banner
معاناة فتاة تعيل إخوتها
الأحد 25 نوفمبر 2018

لم تكن الحياة على ما يرام بينهما كزوجين قضيا معًا “عِشرة عمر” تقارب الأربعين عامًا وأكثر. ولربما كان قرار الانفصال مؤجلًا منذ سنين طويلة، لكنه وقع في النهاية، وهما في العقد الخامس من العمر! وليس هذا فحسب، بل توالت تبعات هذا الانفصال لتجرف الأسرة في دوامة الحزن والتشتت والمشقة التي وقع ثقلها الأكبر على الأخت الكبرى.

حال الانفصال، قرر الأب، دون أن تتحرك في جسده شعرة أن يطرد الأبناء! هيا، فقد آن أوان إزالة كل شيء: الرحمة، رابط الدم، الأبوة الحانية، الأوقات الحلوة والمرة، فلذات الكبد، وسائر القائمة من المفردات التي لا مكان لها في قاموس البعض حين تشتعل نار الشيطان بين بعض الأزواج.. إذن، على الأبناء أن يجدوا لهم مأوى، فلا مكان لهم لا في بيتهم، بيت الوالد، ولا في قلبه أصلًا، ها قد اقتربت لحظة مسؤولية الأخت الكبرى التي تعمل في وظيفة لا يتجاوز راتبها 400 دينار لتجر أحزانها وأحزان إخوتها وتستأجر شقة بإيجار يصل إلى 200 دينار؛ لكي “تلم إخوتها” تحت جناحيها. كم هو صعب هذا الموقف؟ كم هو محزن؟ وفوق هذا كله: كيف ستعيش مع إخوتها وتغطي مصاريف المعيشة الثقيلة بمبلغ 200 دينار تنهش منه التزامات مالية أخرى؟ حين تنهار الأخت الكبرى، فلا مجال لأن يلومها أحد، ولا داعي لأن يقول قائل: هل هذا يحدث في مجتمعنا؟ ولمَ الاستغراب؟ فقد وجدت الفتاة نفسها تعيل إخوتها، ورأت أمامها كارثة تفكك الأسرة، ورأت ما حل بوالدها ووالدتها بعد عشرة عمر طويلة. لربما كان المجال متاحًا لأن يتفاهم الاثنان، يتجاوزان، يصفحان، لكن الأمر جلل على ما يبدو! والشيطان اللعين الرجيم شاطر!

على أية حال، ها هي الأخت الكبرى تحمل عبئًا ثقيلًا وتسير به ولا تدري إلى أين وإلى متى؟ لعل جهة حكومية تقرأ هذه الأسطر، فتسأل عنها وتتحقق من حالها وأحوال من تعيل من إخوتها. ولعل لحظة جميلة تأتي، فيجتمع شمل الأب والأم وعيالهما. والله المستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .