فيما يتابع العالم باهتمام بالغ الانتخابات البرلمانية في البحرين، قد يتساءل البعض: كيف لبلد حديث العهد نسبيا بالتجربة الديمقراطية أن يتفوق على ديمقراطيات عريقة في إجراء انتخابات تشريعية أقل ما توصف به أنها عرس ديمقراطي ناجح بكل المقاييس، سواء من الناحية التنظيمية أو من حيث نسبة المشاركة، وهو المعيار الأهم؟!

لكن من يعرف البحرينيين عن قرب لن يستغرب أبدا المشاهد المعبرة التي أكد فيها شعب البحرين رقيه وعراقته، وعمق حبه وانتمائه لبلده، وحرصه على إعلاء رايته بين الأمم المتحضرة.

رجال ونساء، مسنون وشباب، أصحاء ومرضى وذوو احتياجات خاصة شاركوا بإرادتهم الحرة في هذا العرس الكبير ولبوا نداء الواجب في مشهد مهيب ستتأمله شعوب العالم الصديقة طويلا بكل إعجاب وتقدير وسيجعل اليأس يبلغ في نفوس أعداء الوطن منتهاه.

الحقد والمرض اللذان يأكلان قلوب أعداء البحرين، كشفت عنهما الرسائل المزورة التي أطلقوها في ساعات الصباح الباكر؛ لتثبيط همة الناخبين وحثهم على عدم الذهاب إلى المراكز الانتخابية، يحسبون أن البحرين بلد صغير وأن باستطاعتهم كسر إرادته، لكن البحرين في كل مرة تثبت للعالم أنها بلد كبير بحضارته وحكمة قيادته ووعي شعبه، وأمام كل هذه المقومات من الطبيعي أن تفشل مثل هذه المحاولات.

عوامل كثيرة أسهمت في نجاح الانتخابات، أبرزها تهيئة الدولة المناخ الصحي للمنافسة الشريفة، وحرص اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات على توفير ضمانات النزاهة والشفافية كافة، وتفاني العاملين في اللجان الإشرافية في مساعدة الناخبين على ممارسة حقهم الدستوري، وجهود وزارة الداخلية في تأمين العملية الانتخابية، وعلى رأس هذا كله شعب واع ومحب لبلده. وبغض النظر عن نتائج المترشحين، لا خاسر اليوم في سباق الانتخابات؛ لأن البحرين هي الفائزة.