العدد 3694
الأحد 25 نوفمبر 2018
banner
آخر کأس سم بانتظار النظام الإيراني
الأحد 25 نوفمبر 2018

تنظر شعوب ودول المنطقة بعين السخط والغضب لما قام ويقوم به نظام الملالي من أساليب تعامل مع الشعب الإيراني، لاسيما من حيث تصعيد ممارساته القمعية ضد الشعب وغلق الأبواب عليه من کل جانب وجعله يعاني على مختلف الأصعدة خصوصا أنه يقوم بتوظيف الدين واستغلاله من أجل تحقيق مآربه المشبوهة ضد الشعب وقواه الوطنية، ولاسيما المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق.

لكن الذي هو معلوم وواضح، أن هناك ليس عدم تقبل واقتناع بالتدخلات الإيرانية في دول المنطقة فقط، إنما رفضها رفضا مطلقا، لاسيما بعد أن تداعت عنها الكثير من الآثار والنتائج السلبية المتباينة، بل هناك تشكيك كامل بالأساس الديني الذي يسوغ هذه التدخلات بل حتى التشكيك في الأساس الديني للنظام نفسه خصوصا بعد أن صار واضحا أنه يقوم بتوظيف العامل الديني من أجل تحقيق أهداف سياسية خاصة.

الحديث عن العامل والأصل الديني واستخدامه وتوظيفه من قبل نظام الفاشية الدينية لتحقيق أهداف وغايات خاصة، صار أكثر وضوحا عندما تم استخدامه ضد الشعب الإيراني وقواه الوطنية ووصل إلى حد تم فيه اعتبار كل مواطن إيراني يعارض هذا النظام أو يسعى للتفكير والتصرف خارج دائرة قوانينه وأنظمته المتخلفة، بأنه محارب ضد الله ويجب قتله! ولعل الفتوى التي أصدرها الخميني في صيف عام 1988 والقاضية بإعدام أكثر من 30 ألف سجين سياسي كانوا يقضون فترات محكومياتهم لمجرد كونهم أعضاء أو أنصارا لمنظمة مجاهدي خلق، جسدت ذروة استخدام الدين لأغراض واعتبارات سياسية، علما أن هذه الفتوى عارضها رجال من داخل النظام باعتباره قد تمادى وبالغ كثيرا ليس في قسوته ووحشيته إنما في خروجه على الأسس والمباني الدينية نفسها.

القسوة المفرطة التي استخدمها ويستخدمها هذا النظام ضد الشعب الإيراني من خلال توظيف الدين، كانت في الأساس من أجل تهيئة الأرضية لتنفيذ مخططاته المختلفة وفي مقدمتها تصدير التطرف الديني والإرهاب والتدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وهذه الحقيقة توضحت خلال الأعوام إلى أبعد حد، خصوصا عندما حدثت انتفاضة 28 كانون الأول 2017، والتي ردد فيها الشعب الإيراني شعارات رافضة للتدخلات في المنطقة، وهزت النظام بعنف.

هناك علاقة جدلية بين قمع الشعب الإيراني وبين التدخلات في المنطقة ولا يمكن للنظام التخلي عن أي واحد منهما لأن ذلك سيؤدي في النتيجة إلى تقويض حكمه وبدء العد التنازلي لنهايته الحتمية. التدخلات الإيرانية في بلدان المنطقة والتي يسعى النظام وعملاؤه أيضا لتبريرها ومنحها بعدا دينيا، تتزامن مع مساعي النظام لتكفير أي نوع من أنواع الدعم للنضال الذي يخوضه الشعب الإيراني والمقاومة من أجل الحرية.”الحوار”.

 

هناك علاقة جدلية بين قمع الشعب الإيراني وبين التدخلات في المنطقة ولا يمكن للنظام التخلي عن أي واحد منهما لأن ذلك سيؤدي في النتيجة إلى تقويض حكمه وبدء العد التنازلي لنهايته الحتمية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .