بدت السلاسل البشرية الطويلة، خارج مراكز الاقتراع الانتخابي، في المحافظات الأربع، يوم أمس، خير شاهد، حول المفاهيم الوطنية الكبرى، المترسخة لهذا الشعب المصابر، وحول الرغبة الجامحة في النجاح، والتغيير، والعبور للمستقبل، على ضفاف وطن آمن، منصف بحق كل أبنائه.

حملت مشاهدات كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والجموع النسائية، وهم يتحركون ببطء بين الحشود الغفيرة، خير صورة لمستقبل البحرين، والتي قدمت دوماً، الأمثلة الكبرى، في كسر التحديات، والتوغلات، ولم الشمل والأمل.

بدت جموع المتطوعين، وهي تقدم العون، والمساعدة، خير شاهد على جسور الحب، المترامية بهذا الوطن، والذي يدرس العالم، والمنطقة، منذ عقود طويلة، أعظم نماذج التسامح، والتعايش، والانفتاح على الآخر، أي كان هذا الآخر.

بدت ابتسامات الشباب في الفرق الانتخابية، المتناثرة على الأرصفة، ومعهم جموع الأطفال، وهم يخاطبون الناخبين، بعفوية وأدب جم، ثبات القيم، والأخلاق، وتناميها، والحرص على توريثها لأجيال ناشئة، تبشر بالخير والأمانة، على صون وحماية البلاد.

كان يوم أمس، عرسا انتخابياً بامتياز، قام به كل فرد، بواجبه كما يجب، بدءا من الناخبين، مروراً بموظفي المراكز الإشرافية، والقضاة، والإعلاميين، والكتاب، والوزراء، وغيرهم وغيرهم.

كان يوم أمس، محطة وطنية كبرى، ألتم فيها البحرينيون من كل حدب وصوب، ذابت فيها كل الأجناس، والمذاهب، والأعراق، بجسد واحد التف حول راية البلاد، بإرادة حرة، وسعي طموح، لآفاق رحبة وجديدة، فشكراً لكم وإلى فجر جديد.