منذُ الثامنة من صباح يوم 24 نوفمبر 2018م حتى الثامنة مساء توافد الناخبون إلى مقرات الاقتراع العامة لاختيار ممثليهم البلديين والتشريعيين في أجواء مليئة بالديمقراطية والحرية والنزاهة والشفافية والأمل والعطاء والبذل والتضحية، خرجوا جميعًا من أجل تلبية الواجب الوطني وممارسة حقهم الديمقراطي.

لم تستطع الرسائل الإلكترونية الكاذبة والمُزيفة ولا شعارات الممانعة المنادية بمُقاطعة الانتخابات ولا كل ما نُشر وقيل من شائعات إيقاف هذه الجموع المؤمنة ببلادها وحقها الانتخابي، بل إن هذه الممارسات السلبية وغيرها عبدت الطريق أكثر وأكثر للتوافد على مقرات الانتخاب الفرعية والعامة، توافد أكد سلامة المنهج الديمقراطي لمملكة البحرين. إن الشعب البحريني في هذا اليوم يؤكد أصالته وحقيقة انتمائه وروح ولائه في تعزيز المكتسبات السياسية وحماية منجزات البحرين التي تحققت، وهي وقفة تعكس الوجدان الوطني للشعب البحريني وضميره العربي، وترسيخًا لممارسة حقه الديمقراطي وتأدية رسالته الوطنية في تلبية الواجب أولًا واختيار الأكفأ ثانيًا.

إن هذا التوافد الشعبي الكبير إلى صناديق الاقتراع يؤكد حرص جميع الناخبين وعائلاتهم على الالتزام بالمشروع الإصلاحي الوطني، ويؤكد أنهم على قدر كبير من المسؤولية الوطنية. إنه يوم تاريخي وطني مُتميز، لم تشب مقراته الانتخابية أية تجاوزات أو مخالفات، بل سار كل شيء بهدوء ولبى الجميع واجبه في انسيابية مرنة، والجميع أدلى بصوته من أجل البحرين وسلامتها وأمنها ونمائها، من أجل أن يعم الأمن والرخاء على شعبها، ومن أجل استمرار العملية الديمقراطية التي هي أمانة ومسؤولية، والحمد لله أثبتت الأيام من أفراحها وأتراحها ومناسباتها أن الشعب البحريني قادر على تحمل هذه المسؤولية بكل ثقة وشرف واقتدار.

فشكرًا لكل مَن ترشح وشارك في يوم 24 نوفمبر ومَن سيُشارك في يوم 1 ديسمبر، فجمعينا لبينا واجب المشاركة ترشيحًا وانتخابًا، وهذه هي الديمقراطية التي ناضل من أجلها الشعب البحريني لسنوات، وهي اليوم ثمرة من ثمرات المشروع الإصلاحي، ديمقراطية قائمة على الدستور وسيادة القانون تحت ظل قيادة رشيدة، ديمقراطية قائمة على أرضية صلبة من المعرفة والثقة، ديمقراطية ترسي دعائم النهضة للبحرين وتكون سياجًا للوحدة الوطنية وسدًا آمنًا وتقدمًا لأهلها ومستقبلًا زاهرًا لأجيالها.