24 نوفمبر من الأيام التي لها موقع راسخ في ذاكرة البحرين وشعبها، إنه يوم ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المُوقر حفظه الله ورعاه. إن صاحب السمو حفظه الله جزء راسخ من تاريخ البحرين، ترعرع تحت سماء عروبتها وأحب وطنه وآمن بشعبه، فَعَشقَهُ الوطن وشعبه، إيمانه الكبير نابعٌ من فكره ورؤيته التي استقاها من مدرسة أبيه “طيب الله ثراه”، وهو الإرث الذي حمله أمانة غالية على عاتقه منذُ ريعان شبابه حين تولى العمل الإداري والمالي في إدارات البحرين، فأصبح رعاه الله مدرسة يَنهِل من شطها أبناء شعبه وكلُ مَن عرفه وسمع مِن حديثه وقرأ عنه، فبنهجه الوطني تحصن أبناء شعبه بالإيمان المُطلق وتسلحوا بالعزيمة القوية، وبفضله عشقوا العمل الوطني، وبذلوا العطاء المتواصل لبلادهم، وصمدوا أمام كُل التحديات التي زادتهم حُبًا لبلادهم وعطاءً لها.

أعطى أّيدَهُ الله وباركه الكثير للبحرين وشعبها، فخضرت نماءً وأثمرت رخاءً، وكيف لا وهو ابن مدرسة “آل خليفة” والمؤتمن على البحرين وأهلها، وكيف لا وهو الجبلُ الأشَمْ الذي عانقت إنجازاته شعاع الشمس، حكمته جعلت منه قائدًا فذًا ورمزًا وطنيًا وقدوةً يَسيرَ على خطاها الأوفياء لبلادهم وقيمهم الوطنية العربية.

إن ذكرى يوم ميلادهِ الميمون عيد يفخر به كل بحريني وعربي مؤمن بقيم السلام والتسامح، نتذكر هذا اليوم في كل عام وحجم المسؤوليات التي سارت، مسؤوليات حققت للبحرين المكانة المُميزة التي هي عليها الآن، إنها الرسالة التي آمن وسار عليها حفظه الله وهي أن (الوطن هو ذاتنا وأن إسعاد المواطن هدفنا)، فبناء الإنسان رؤية نجيبة لسموه نابعة من أن الإنسان البحريني هو غاية أية مسؤولية وطنية، والعمل على تسليحه بالوعي والإيمان والعِلم والصحة وتحقيق أمنه واستقراره.

لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المُوقر دور عظيم في المشروع الإصلاحي الوطني الذي أسس عهدًا جديدًا، وباتت البحرين بفضل دور سموه الكريم نموذجًا يَحتذى به، ويبقى حفظه الله إنسانَ المبادئ الراسخة والثوابت الوطنية والقومية التي حافظت على البحرين وأثبتت قدرتها على مواجهة التحديات مهما اشتدت أو طالت، وهو العُمق الذي جعل البحرين رقمًا صعبًا وعزز وحدة البحرينيين في بناء بلادهم تحت ظل القيادة الحكيمة الرشيدة.