العدد 3699
الجمعة 30 نوفمبر 2018
banner
مرشحون “فشنك”
الجمعة 30 نوفمبر 2018

كالعادة المستمرة بكل دورة انتخاب، كشفت خسارة بعض المترشحين، هشاشة الشعارات التي يصدحون بها، والتي لم تتخط الفضفضة الغارقة في المصلحة الشخصية، والخاصة، والفردية.

فبعد الخسارة المفاجئة (لهم)، وغير المستغربة للناس، سارع منهم من سارع لإغلاق هاتفه، وشطب حساباته في شبكات تواصل الاجتماعي، وبالأخص “الانستغرام”، و”التويتر”، بعد أن كان يسهر الليل بطوله، ليصدع الرؤوس بشعارات الوطنية وأخواتها.

ومنهم من بادر بعمل “إنفولو” للعديد من أبناء وبنات الدائرة، كرد فعل غاضبة على خسارته، ومنهم من أغلق مجلسه، والذي كان يردد بأنه سيكون مساحة دائمة ومستمرة للناس.

آخرون، انقطعوا عن المسارعة لروضات المساجد، والتي كانوا بفترة ما قبل سقوطهم، أول من يقف بصفوفها الأولى، وأول من يصافح المصلين، بصوت مرتفع.

وتقدم هذه السلوكيات إلى المجتمع أمثلة حية عن حجم الأمراض الاجتماعية التي أبتلي بها، وعن مدى الحاجة الملحة، لفضح من يمهرون بـ “النفاق” و”التلون” و”التدليس” كوسيلة ينالون خلالها، تصحيح أوضاعهم، على حساب أماني، وكرامة غيرهم.

هذه السلوكيات، تتطلب جهود تكافلية لتنوير مجتمع، حول مفاهيم الولاء للأوطان، واختيار الكفاءات، من أصحاب المعادن النقية، الذين لا يغيرهم منصب، ولا مال، ولا وجاهه، بل يزيدهم رفعة عند الناس، ويزيدهم إخلاصا، ومحبة، ووفاء، تجاه ناخبيهم.

هذا النضوج والوعي الجماعي، إن صح التعبير، ساسه مطلب وطني وأخلاقي لضمان وصول المستحقين، وقطع الطريق على المرشحين “الفشنك” الذين لا يخافون الله، ولا يرون بالعهود، أو الوعود، أو قسم اليمين، أدنى ثقل على ظهورهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية