العدد 3699
الجمعة 30 نوفمبر 2018
banner
الفرد والانتماء
الجمعة 30 نوفمبر 2018

عندما يؤمن كل فرد منا بأنه يسهم بدوره في تشكيل انطباع، ومن ثم واقع مبين وواضح لدى الآخرين، ويتأكد بأن كل قول أو فعل يصدر منه فإنه يمثله، كما أنه يمثل بتراتيبية طبيعة الجماعة التي ينتمي إليها، وبالتالي يمثل الوطن الذي ينتمي إليه، حينها يكون في موضع الإحساس بالمسؤولية الكبرى، والتي تحتم عليه أن يبذل قصارى جهده لأجل أن يكون هذا التمثيل في أفضل صورة ممكنة.

هذه المعادلة، لا تقتصر على المسؤولين وكبار الشخصيات أو الشخصيات المعروفة أو المشهورة فحسب، بل تشمل كل فرد، مهما علا مقامه، أو مهما بدت بساطته؛ إذ يتابع أي تصرف فردي ليمثل - وفقا للمعادلة - في نهاية المطاف الجماعة والانتماء، ولا يمثل الفرد وحده حتى لو حاول التنصل من هذا الانتماء أو الفعل فتلك محاولات تعد بلا جدوى، في كل حال من الأحوال.

ووفقا لذلك، إننا مطالبون بأن نحسن تمثيلنا، أن نحسن قولنا وفعلنا، ليس لإرضاء شخصنا فقط، وهو الأساس والمبدأ، لكن لمن ننتمي إليهم أيضا، من جماعة، أسرة، عائلة، فريق، يشكلون في نهاية الأمر الانتماء الأسمى، انتماءنا جميعا إلى الوطن، الذي جمعنا، ويجمعنا، وتحت مظلة انتمائنا له أعزنا؛ فأي تصرف سواء كان إيجابيا أم سلبيا، يكون بمثابة رسالة إلى الآخرين تعبر عن جماعتك، وتبني آراء الناس عنهم، وتدفع باتجاه تشكيل انطباع عام، ومن ثم خاص عن انتمائك، وهذا ما يتوجب منا شديد الحرص على أن نعمل جاهدين لنسهم في رسم واقع جماعتنا أمام الآخرين بأحسن حلة، ووطننا بأبهى صورة، حتى يقابل - كما اعتدنا دائما - بأجمل تعابير الإطراء، ويأخذ مكانه المرموق، المعهود، نظير ما يبذل من قبلنا جميعا من قول جميل، وفعل طيب، يصب أولا وأخيرا في مصلحة انتمائنا المطلق إلى الوطن الغالي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية