العدد 3700
السبت 01 ديسمبر 2018
banner
النائب بين الدوري والكأس
السبت 01 ديسمبر 2018

معروف في عالم الرياضة أن بطولة الكأس تتسم دائما بالمفاجآت، حيث قد تفوز بها فرق مغمورة لم يسمع عنها من قبل، وتكون طريقها للشهرة والأضواء بعد أن تساعدها الأقدار في التغلب على فرق كبيرة لظروف ومعطيات استثنائية لا تتكرر كثيرا، لهذا نجد أن الفرق الفائزة ببطولة الكأس تزيد كثيرا عن الفرق التي تحصد لقب الدوري الذي يحتاج لفرق مؤهلة لها مقومات مادية وبشرية تسمح لها بمواصلة الفوز بأكبر عدد من المباريات.

الشهرة التي تحققها هذه الفرق المغمورة بعد فوزها على إحدى الفرق الكبيرة أو حتى ببطولة الكأس لا تستمر طويلا وسرعان ما تعود إلى عالم النسيان مرة أخرى بعيدا عن الأضواء التي لا تركز إلا على من يواصل إنجازاته وفوزه وبطولاته. ويبدو أن عالم الانتخابات لا يختلف كثيرا عن ذلك، فهناك نواب وصلوا للبرلمان في ظروف استثنائية سمحت لهم بحصد أكبر عدد من أصوات الناخبين رغم أنهم لم يكونوا معروفين أو من ذوي الإسهامات في محيطهم، أو من أصحاب الخبرات في العمل البرلماني أو العمل العام، لكن خدمتهم الظروف في الوصول لعضوية البرلمان.

هؤلاء النواب لم يستطعيوا أن يخلقوا شعبية يواصلوا بها مكاسبهم أو يستمروا من خلالها في عضويتهم بالبرلمان والحفاظ على المزايا الهائلة التي يتمتعون بها والتي كانت ربما سببا رئيسا في خوضهم السباق الانتخابي بعيدا عما يرفع من شعارات بات تسويقها على الناخب في غاية الصعوبة بعد أن لمس بنفسه الأداء المخيب لمن اختاره ووضع فيه ثقته.

في الظروف الطبيعية تكون فرص وحظوظ النائب في البرلمان أكبر كثيرا عند خوض السباق الانتخابي الجديد، لما كونه من علاقات وقدمه من خدمات وعبر عنه من مواقف وما اكتسبه من خبرة، ومن ثم فإن خسارة هذا النائب وفوز من ليست لديهم تجربة سابقة أمر جدير بالتوقف والدراسة من قبل النائب الخاسر، وأن يعيد قراءة المشهد بتأني ويحلل أسباب الخسارة ويحاول استعادة الثقة بينه وبين من انتخبوه من قبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .