العدد 3701
الأحد 02 ديسمبر 2018
banner
مملكة البحرين مؤهلة لهذا الدور
الأحد 02 ديسمبر 2018

حان الوقت لِأنْ تبادر مملكة البحرين بتبني وإطلاق برنامج إصلاحي نهضوي يهدف إلى إحداث تحول فكري لصالح قضايا السلم والتسامح والتعايش موجه للشعوب والدول العربية والإسلامية تحت عنوان “برنامج مملكة البحرين للسلم والتسامح والتعايش في العالم العربي والإسلامي.”

فقد تطرقنا على هذه الصفحات في الأيام القليلة الماضية إلى جملة من المبادرات والجهود المكثفة والمتواصلة التي بذلتها وتبذلها مملكة البحرين في الفترة الأخيرة وخلال السنوات الماضية، على مستوى قيادتها وعلى مستوى مسؤوليها ومؤسساتها المعنية الرسمية منها والأهلية، والمتعلقة بتعزيز قيم السلام والتسامح والتعايش في كنف المجتمع الإنساني الدولي، كان من أبرزها تأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وكرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي في جامعة سابنزا بروما وتأسيس كلية عبدالله بن خالد للدراسات الإسلامية، إلى جانب إطلاق “إعلان مملكة البحرين” مؤخرًا في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية والذي يُعتبر مرجع عالمي يهدف إلى تعزيز قيم السلام والتسامح والتأكيد على حرية الفكر والمعتقد في إطار العيش المشترك.

وفي السادس عشر من الشهر الماضي شاركت مملكة البحرين الأسرة الدولية الاحتفال باليوم العالمي للتسامح الذي أقرته منظمة اليونسكو في العام 1995م. وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال به كل عام، وذلك من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور.

وبهذه المناسبة فقد جاء تصريح وزير التربية والتعليم، ماجد بن علي النعيمي، ليضيف بُعدًا عميقًا ومهمًا لجدية ومصداقية تلك الجهود والمبادرات، حيث أكد حرص الوزارة على تضمين مفاهيم التسامح والاعتدال وتقبل الرأي الآخر في المناهج والأنشطة التربوية، وذلك من خلال مشروع المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان، الذي تم تعميمه على جميع المدارس وحظي بإشادة منظمة اليونسكو ومجلس حقوق الإنسان في جنيف حيث يتم تدريب وتأهيل المعلمين وإكسابهم مهارات تعزيز تلك القيم بالآليات التي تمكنهم من توظيفها بالشكل الأمثل داخل الصف والفضاء المدرسي.

وبهذه الخطوة المهمة فقد أصبحت البحرين نموذجا يحتذى، وأكملت أهم المقومات وأهم القواعد والأسس التي تؤهلها لتبني وإطلاق البرنامج أو المشروع المقترح الذي يهدف إلى إحداث نقلة فكرية وحضارية بتحرير الفكر العربي والإسلامي من المفاهيم المنحرفة والشوائب الدخيلة عليه من التطرف والكراهية ورفض الآخر، وإحداث تحول فكري مجتمعي مرتبط بقوانين التفاعل الإنساني وموجه لصالح قضايا ومبادئ التسامح والتعايش، وتأكيد الدور المحوري لهذه المبادئ في تحقيق الأمن والسلم العالميين.

ولعل من أهم مكونات البرنامج المقترح ما يلي:

تبني تشريعات وقوانين تُجَرم وتعاقب كل من يقوم بأي عمل من شأنه أن يبث روح التفرقة والكراهية والبغضاء بين شرائح ومكونات المجتمع.

تأسيس دوائر في المؤسسات الحكومية المعنية وإقامة مؤسسات متخصصة على شاكلة مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي المشار إليه أعلاه، وتحفيز إنشاء  مؤسسات أهلية تابعة لمنظومة مؤسسات المجتمع المدني تكون معنية بالقضايا المتعلقة بالسلام والتسامح والتعايش.

تحفيز ودعم الدراسات والبحوث وتخصيص جوائز تشجيعية لها.

إدخال برامج وأنشطة ضمن المناهج الدراسية في المدارس تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش في وجدان الناشئة.

تخصيص كراسي أكاديمية في الجامعات مثل كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي الذي أُنشِأ في جامعة سابنزا بروما المذكور آنفًا.

تعزيز ثقافة التسامح والتعايش في صفوف المجتمع بشرائحه كافة، باستخدام مختلف وسائل ومنابر الخطاب الإعلامي، والتوجه لهذا الغرض وبشكل خاص إلى النفاذ والتغلغل في مختلف شبكات ومنصات وأنظمة التواصل الاجتماعي لما أصبح لهذه الوسائل من تأثير بالغ في تشكيل الفكر وإدارة اتجاهات الرأي العام.

تلك فقط بعض النقاط التي يمكن أن تشكل الأساس للبرنامج أو المشروع المقترح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .