العدد 3704
الأربعاء 05 ديسمبر 2018
banner
وطن يصنع المستقبل (1)
الأربعاء 05 ديسمبر 2018

من الأمور التي حبانا الله بها في دولة الإمارات أن وهبنا قيادة تاريخية قادرة على صناعة التاريخ، كما وهبنا أيضاً دولة تحمل على عاتقها صناعة الأمل والمستقبل، ويمثل اليوم الوطني مناسبة سنوية متجددة للاحتفال بتأسيس اتحادنا المبارك، اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو احتفال يكتسب في هذا العام قيمة استثنائية لأنه يتزامن مع “عام زايد” الأب الروحي لشعبنا، وقائد مسيرتنا، والمعلم الملهم لكل ما تحقق من نجاحات وإنجازات على هذه الأرض.

الحديث عن تأسيس دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971 هو حديث عن القيادة الاستثنائية، التي صنعت هذا الإنجاز الوحدوي، الذي يمثل نموذجاً في بناء الدول، وتوظيف الموارد الطبيعية والمادية لمصلحة رفاه الشعوب وإسعادها.

من المفارقات التي تواجه أي باحث في العلوم السياسية أن البحث في عبقرية القيادة لدى القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لم يزل بعيداً عن تناول مجمل سمات وصفات القائد بالبحث والتحليل، فرغم عشرات الإصدارات والكتب التي وثقت سيرة ومسيرة القائد المؤسس، فإنني عندما أبحث في الدوريات وأستمع إلى روايات الآباء الذين عاصروا بعض هذه الحقبة الزمنية الفريدة، أجد أن الطريق لا يزال طويلاً للحديث عن وفاء هذا القائد التاريخي الملهم حقه على المستويين الإنساني والسياسي. وقرأت مؤخراً بعض الكتب لمؤلفين أجانب عاصروا تلك الفترة من بدايات التأسيس، فوجدت أنها تشير إلى جوانب في غاية الأهمية في شخصية القائد المؤسس، أولها دراسته ـ على فطرته وبساطته ـ الدروس المستفادة من معزم التجارب الوحدوية التي عاصرها، أو تلك التي شهدتها المنطقة والعالم في مراحل تاريخية تسبق قيام اتحاد الإمارات، وأستخلص من هذه التجارب الدروس المستفادة، والحرص على مناقشة سلبيات كل تجربة وتفاديها، ثاني هذه الجوانب التي لفتت انتباهي يتمثل في الطاقة التفاوضية الهائلة التي امتلكها القائد المؤسس، ومكّنته، من بناء توافقات وتفاهمات مرحلة من أصعب مراحل ما قبل البناء، والتوصل إلى هذه الصيغة التأسيسية المحكمة بين الآباء المؤسسين، ما يعكس مدى عمق وكفاءة مهارات القيادة التي امتلكها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي المهارة الاستثنائية التي امتزجت بالإرادة الوحدوية، فأنتجت بناء نموذجيا لدولة امتلكت منذ تأسيسها، ليس فقط مقومات البقاء، بل مقومات التطور والتنافسية والوصول إلى أعلى مراتب التنافسية العالمية في مختلف مؤشرات التنمية البشرية. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية