العدد 3705
الخميس 06 ديسمبر 2018
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
بنوك البحرين وخامات من ذهب
الخميس 06 ديسمبر 2018

إن الموظفين البحرينيين في القطاع الخاص دائمًا ما يكونون الحلقة الأضعف، والأكلة المشتهاة التي تلقى لدب البطالة الشره؛ كي يتناولهم في أي لحظة، إنهم دائما على موعد في أي لحظة لافتراس القدر، ولإحاكة خياط غير ماهر اسمه إدارات الشركات.

كل مرة تخرج إلينا شركة أو مصرف بخلطة جديدة تقود الموظفين البحرينيين للإلقاء على قارعة الطريق وعلى أرصفة الوجع بلا عمل أو تأمين، هكذا وبدون سابق إنذار. فهل قدر الموظفين البحرينيين أن يكونوا دائما وأبدا أبطال المشاهد التراجيدية الاقتصادية، والدراما التجارية الحزينة لقصص لا تنتهي كقصة ((البؤساء)) لفيكتور هيجو، ولكن بنسختها البحرينية؟ إن حجة إعادة الهيكلة لكثير من الشركات والمصارف في البحرين أصبحت المسلخ اليومي التي تعلق عليه وظائف البحرينيين لنذورات مدراء عامين يجدون تحقيق ((التصحيح)) الإداري الواهم بتقطيع أرزاق الناس على مطابخ القرارات التعسفية، والتي أصبحت أشبه بمشرحة تقطع عليها أوصال الوظائف.

والغريب في الأمر، أن هذه الشهية لا تتوحم إلا على وظائف البحرينيين، وكأن وظائف الأجانب ولائم مسمومة أو منذورة للحفظ والصون والتقرب إلى جنة الاستثمار.

يبقى سؤال ملح: ما الموقف الذي ستتخذه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، والنقابات والبرلمان لمنع بنك ستاندرد تشارترد في نيته غير المبررة في تسريح البحرينيين دون الأجانب، علما أنه كما قامت شركة طيران الخليج على أكتاف البحرين الذهبية، وكما هي ألبا وبقية المؤسسات كذلك، فإن بنك ستاندرد هو الآخر، ارتفعت ناصيته إلى سماء النجاح عملاقا مصرفيا له تاريخه الذهبي بفضل سواعد بحرينية مرصعة من ألماس إدارات وعرق بحريني تحول إلى ذهب وتاريخ، فكما للتاريخ عرفان، فإن لعمالقته ((برواز)) تاريخي تعلق فيه صور الملهمين.

وكما هي أسئلتي المعلقة على رقبة وزارة العمل منذ سنين: أين هي مطرقة الوزارة أو إشارات مرورها الحمراء تجاه ما سيحدث، وكيف سيكون موقف نواب البرلمان من هذا الموقف وهم في طريقهم لتلمس قبة البرلمان بأصابع جديدة غير مخملية؟

إن ما ندعو له يجب أن يتحول إلى إستراتيجية، وليس رد فعل في توقيف نزيف الوظائف البحرينية، ومنع هذا الجرح المعيشي من النزف، فليس قدر البحريني أن يُقدم قرابين لأسماك قرش السوق البحرينية التي تسلم فيه الأسماك الأجنبية الكبيرة، وتموت فيه معيشة الأسماك الصغيرة في ظل تنوع السنارات، وعملقة الشباك، وحوَل القناصين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .