المكان الطبيعي للبحرين هو العودة للمكانة المالية والاستراتيجية بالمنطقة لا لتنافس الدول الشقيقة المجاورة بل لتتكامل معها بعدما اتسع الفارق بالسنوات الخمس عشرة الأخيرة لأسباب عديدة في مقدمتها هيمنة السياسة على المشهد البحريني بعكس تاريخها العريق بالمالية والاستثمار، ولن أدخل بالتفاصيل وأنتم تعرفونها، لكن بعد الاستحقاقات الأخيرة ومنذ الآن وللعام 2022 حان الوقت لنقول كفى لعبا وتجريبا ورهانات خاسرة ومغامرات سياسية، فهذه فرصتنا منذ الآن للأعوام الأربعة القادمة، فإن لم نحقق شيئاً خلال هذه الفترة أظن أنني لا أملك تصورا لما بعد ذلك، لكن أقولها وبفمي ماء أرجو وأتمنى ومعي شعب ينتظر النتيجة أن نكون قد تعلمنا من دروس المرحلة السابقة واكتسبنا خبرة ومنعة من إخفاقات المرحلة السابقة ولنتطلع للمرحلة القادمة بشيء من العزيمة قواعدها العمل والخبرة والكفاءة والمهنية، لا التسييس ولا التدين المفتعل ذو الأهداف السياسية، ولا للتجارب التي اكتفينا منها، لدينا قائد حكيم للحكومة لديه خبرة وتجارب الماضي وحكمة الشيوخ التي تجعله يقود المركب بكل سلاسة وحنكة شرط أن تتوفر له كل وسائل التعاون والتعاضد والعزيمة والتي بحكمته مهما تكن التحديات سنتجاوزها فقد تجاوزنا بقيادته أصعب المحن من قبل.
مجلس نيابي راهن البعض على شبابيته وهذه نقطة سلبية وإيجابية وأرجو أن تتفوق الإيجابية وتثبت مكانة الشباب، وهناك تيار قوي للمرأة يدخل مجال العمل النيابي والبلدي، وأرجو أن تثبت المرأة أنها بكفاءة لا تقل عن الرجل، وهناك عنصر الخبرة لدى بعض الوزراء ويمكن الاستفادة منها لخلق الانسجام والتكامل والتنسيق بين أجهزة الدولة المختلفة لا أن يغرد كل جهاز بوادٍ، كما هناك شعب متحضر متفهم مقدر صبر على الكثير وانتظر كثيراً وتفهم وقبل بالأوضاع وتحمل في سبيل تذليل العقبات وتجاوز التحديات من أجل الخروج من الأزمات، إذا لدينا كل العوامل والعناصر التي تشكل قواعد استعادة البحرين مكانتها السابقة وأكثر فلنستغل كل هذه العناصر ونبني عليها خطتنا للخروج من الدائرة الضيقة إلى المساحة الأوسع لتجري سفينتنا البحرينية بجانب سفننا الخليجية بتنسيق لبلوغ مرحلة التكامل.
ليس كثيراً على البحرين تحقيق هذا الطموح لو صفيت النيات وتخلصت النفوس من التنازع واتجهت جميعها للبناء.
لا تغير طبعك فقط لأنه لا يعجب غيرك.