أصبح سكن العمالة الآسيوية في المناطق والأحياء المخصصة للعائلات في مختلف المحافظات ظاهرة مقلقة وتنذر بأمور خطيرة تهدد أمن الأسرة والمجتمع، لهذا وجه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه في جلسة مجلس الوزراء (بتشديد الضوابط على تسكين العمالة الأجنبية العازبة وسط الأحياء السكنية المكتظة بالعوائل، ومراعاة الأبعاد الاجتماعية لذلك في الأحياء القديمة كمنطقة النعيم والمحرق وغيرهما، وأحال سموه إلى اللجنة العليا للتخطيط العمراني برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء دراسة إعادة تصنيف تلك المناطق السكنية بشكل يحفظ خصوصية أحيائها وهويتها وتهيئتها بالمرافق والخدمات التي تشجع الساكنين من الأهالي على البقاء في تلك الأحياء والمناطق).

أذكر أنني كتبت قبل فترة وكمواطن تعاني عائلته من “بلاوي” سكن العمالة الآسيوية “أن هناك فرجانا عريقة بتاريخها وناسها تغيرت ألوانها وهيئتها ومنابعها وتشوهت بفعل هذا الزحف الكاسح السريع وكأننا نتحدث عن بقعة زيت تمددت، أو عن وباء لا يمكن السيطرة عليه، ماذا حدث في مناطق كثيرة... صورة مؤلمة عندما ينتهي تاريخ طويل لمعظم الفرجان والتراث الرائع بسبب استهتار وجشع الملاك الذين يجرون خلف الأموال وتأجير بيوتهم وتحويلها إلى “خانات” للعمال الآسيويين وغيرهم، أشعر أحيانا عندما أتوقف في تلك الفرجان أنها أصبحت مجرد رقعة تعيش فراغا عمرانيا وحضاريا واختفى العالم الواحد المتماسك المترابط الذي كنا نعرفه في كل فرجان وأحياء البحرين، ومدينة عيسى كذلك لم تعد هناك هوية لأي فريج والمحرق يبدو أنها أصبحت عالما جديدا للعمال الآسيويين والعزاب”.

فشكرا سيدي سمو رئيس الوزراء على هذا التوجيه الذي سيضع آلية تضمن عدم وجود العزاب والعمالة الآسيوية وسط العائلات، فهناك والله بيوت للعمالة الآسيوية مقابلة لمدارس البنات وهذه ليست مخالفة فحسب إنما استهتار بالقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية، وهذه القضية جعلت أولياء الأمور يعيشون في خوف يومي دائم وهاجس يؤرقهم بشكل فظيع.